شهدت مراكز البريد عبر مختلف ولايات الوطن حركة اكتظاظ على غير العادة وطوابير من المواطنين، الذين حضروا لسحب رواتبهم الشهرية ومعاشات المتقاعدين تحسبا لعيد الفطر المبارك، وذلك بعد قرار وزارة العمل ومعظم القطاعات العمومية والمؤسسات الاقتصادية بتقديم تاريخ صرف رواتب موظفيها قبل عيد الفطر الذي بات على الأبواب، قصد تمكينهم من تلبية احتياجات العيد. عادت مجددا طوابير المواطنين لتتشكل أمام مراكز البريد في مشاهد اعتاد المواطن الجزائري على رؤيتها قبيل كل مناسبة دينية، وعلى غرار كل سنة، وقبيل عيد الفطر المبارك اكتظت أمس مراكز البريد عبر كافة ولايات الوطن بالموظفين والمتقاعدين الذين قدموا لأجل سحب رواتبهم ومعاشاته تحسبا لعيد الفطر الذي لا تفصلنا عنه سوى بضع أيام، وقد جرت أجواء سحب الأموال وسط فوضى عارمة وسوء تنظيم بالإضافة إلى مشاحنات كلامية بين المواطنين والموظفين اختلفت أسبابها زادها ارتفاع درجات الحرارة وضيق المراكز التي لا تتسع للعدد الهائل من المواطنين الراغبين في سحب أموالهم، بالإضافة إلى سوء الخدمات التي طبعها تعطل الحواسيب الآلية ونقص السيولة المالية على مستوى المراكز البريدية. وفي ذات السياق، تلقى أمس أزيد من 2 مليون متقاعد عبر الوطن زيادات في معاشاتهم بأثر رجعي من شهر ماي الماضي، إلا أن تلك الزيادات كانت مخيبة للآمال بالنسبة للمتقاعدين والتي لم تتجاوز لدى البعض 500 دينار فقط مقابل الراتب الزهيد والغلاء الفاحش في الأسعار. يذكر، أن وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي قد قررت تقديم تاريخ دفع منح ومعاشات المتقاعدين لهذا الشهر وذلك تحسبا لعيد الفطر المبارك، حيث تم صب ما يقارب ال90 مليار دينار يوم 20 جوان الجاري بالنسبة للمتقاعدين الذين يتقاضون منحهم عادة يومي 20 و22 من كل شهر ويوم 21 جوان الجاري بالنسبة للمتقاعدين الذين يتقاضونها عادة يومي 24 و26 من كل شهر وتتم هذه العملية بالتنسيق بين مصالح الصندوق الوطني للتقاعد ومصالح بريد الجزائر قصد السماح لهذه الفئة من تلبية حاجيات العيد. وكان وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، مراد زمالي، قد أعلن زيادة بقرار من رئيس الجمهورية بنسبة 2.5 بالمائة في معاشات المتقاعدين في شهر جوان الجاري، وتشمل 2.8 مليون متقاعد، حيث شرع في صب هذه الزيادات بداية من يوم أمس وذلك بأثر رجعي بداية من 1 ماي الماضي والذي قدر بمبلغ يقارب 20 مليار دينار بالنسبة لسنة 2017، حسب الوزير، والتي تم تحديدها بالأخذ بعين الاعتبار التوازنات المالية وقدرات الصندوق الوطني للتقاعد مع مراعاة الوضعية المالية الحالية للصندوق، وقدرت النسبة الإجمالية للزيادات في معاشات المتقاعدين منذ 2010 وباحتساب سنة 2017 حوالي 60 بالمائة.