المواطنون في حيرة من أمرهم بعدما فرغت جيوبهم قامت الخزينة العمومية بموجب تعليمة حكومية من طرف رئيس الحكومة أحمد أويحيى بتسبيق صرف أجور عمال جميع قطاعات الوظيف العمومي البالغ عددهم مليون و800 ألف موظف بثلاثة أيام عن الموعد المعتاد، نظرا لكثرة المصاريف العائلية هذا الشهر بسبب الدخول المدرسي وعيد الفطر، وبناء عليه تم إيداع كل الأجور مبكرا في بريد الجزائر حتى يتسنى للموظفين قضاء حاجياتهم ويتمكنوا من سحب رواتبهم لاقتناء الأدوات المدرسية وملابس العديد ومتطلبات شهر رمضان إضافة إلى مستلزمات صناعة حلوى العيد التي تتطلب وحدها ميزانية كاملة. * * مليون و800 الف متقاعد قبضوا الزيادات في المعاش بأثر رجعي * * ونظرا لأن الدخول المدرسي تزامن مع منتصف شهر رمضان فقد سحب جميع الموظفين رواتبهم وصرفوها في شراء الأدوات المدرسية، الأمر الذي جعل مراكز البريد تبقى خالية عشية عيد الفطر في سابقة أولى من نوعها، رغم أن عيد الفطر لا يفصلنا عنه إلا بضعة أيام، إلا أن أسعار غلاء الملابس، حيث لوحظ أن ملابس الأطفال والفتيات سجلت ارتفاعا جنونيا قضى على الزيادات في أجور موظفي القطاع العمومي، والأدوات المدرسية هي الأخرى ملتهبة الأسعار، إضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بأنواعها، وهو الغلاء الذي التهم أجور الموظفين قبل منتصف الشهر، وأصبحت جيوبهم خالية وحساباتهم في بريد الجزائر خالية كذلك، عشية عيد الفطر المبارك، وفي الوقت الذي مازالت الشكوى مستمرة من ارتفاع الأسعار، ولم يكد الموظفون يلتقطون أنفاسهم من شراء الأدوات المدرسية حتى حل عيد الفطر، ووجدوا أنفسهم ملزمين بشراء مستلزمات العيد من ملابس للأطفال ومواد لصناعة الحلوى. * وحسب مدير الإعلام بمؤسسة بريد الجزائر نور الدين بوفنارة فإن كل موظفي القطاع العمومي قبضوا أجورهم هذا الشهر قبل الموعد بتسبيق تراوح بين يومين وثلاثة أيام، ولم يعد أحد منهم يتقدم للسحب إلا القليل الذين احتفظوا ببقية من رواتبهم. * ورغم أن تقديم الأجور عن موعدها لم يكن طويلا، إلا انه مس شريحة واسعة من العمال، وكان له أثر كبير في تغطية حاجيات العائلات الجزائرية، لأن صرف الرواتب تزامن مع الدخول المدرسي الذي جاء هذه السنة في منتصف شهر رمضان، وقبل أسبوعين فقط من عيد الفطر. * في هذا الصدد، قال بوفنارة في تصريح ل "الشروق اليومي" أن مراكز البريد دفعت الرواتب للموظفين بشكل عادي، لأن أجور موظفي قطاع التربية الوطنية البالغ عددهم أكثر من 500 ألف موظف أودعت في بريد الجزائر هذا الشهر على غير العادة يوم 10 سبتمبر الجاري، وكذلك الأمر بالنسبة لموظفي قطاع الصحة، الذين تلقوا أجورهم قبل الدخول المدرسي، وكذلك الأمر بالنسبة لموظفي الأمن الوطني الذين قبضوا رواتبهم هذا الشهر استثناء يوم 12 سبتمبر الجاري، وكانوا في العادة يقبضون رواتبهم يوم 15 من كل شهر، وكذلك موظفي الجيش الشعبي الوطني الذين يسحبون رواتبهم ما بين 20 إلى 22 من كل شهر، تم إيداع أجورهم هذا الشهر استثناء يوم 18 سبتمبر الجاري. * الأمر الذي جعل مكاتب البريد هذه السنة لا تعرف إكتظاظا كبيرا عكس ما جرت عليه العادة في السنوات الماضية، بل وتصبح خالية ابتداء من الساعة الثالثة بعد الظهر، نظرا لأن كل الموظفين سحبوا رواتبهم كلها بسبب كثرة النفقات العائلية هذا الشهر. * من جهة اخرى، كشف الأمين العام للفيدرالية الوطنية للمتقاعدين إسماعيل ألاوشيش في تصريح ل "الشروق اليومي" أن الزيادات التي أعلن عنها وزير العمل دخلت حيز التنفيذ يوم 16 سبتمبر الجاري، حيث تلقى أكثر من مليون و800 ألف متقاعد يوم 16 سبتمبر الجاري زيادات قدرها 5 بالمائة في المعاشات بأثر رجعي من ماي الفارط، طبقا لما أعلن عنه الطيب لوح، وهي زيادة تعادل 305 دينار جزائري، ويقدر عدد المتقاعدين الذين استفادوا منها بالضبط مليون و785 ألف و413 متقاعد، ويصل الأثر المالي لهذه الزيادة بالنسبة إلى 4 ملايير و358 مليون دينار.