تجري حاليا الأشغال على قدم وساق من أجل استكمال إنجاز مشروع ضخم لتزويد زهاء 140.000 نسمة منتشرة عبر 153 قرية ودشرة بالمناطق الجنوبية الشرقية من ولاية بومرداس بالمياه الشروب، حسبما أفاد به مدير الري. ومن شأن هذا المشروع الحيوي الذي يرتقب أن يدخل حيز الاستغلال قبل نهاية 2017 -وفقا للتوضيحات التي قدمها مدير الري زغداني بلقاسم- أن يحل نهائيا مشكل ندرة المياه الشروب التي يعاني منها سكان هذه المناطق الموزعين على عدة بلديات، أهمها تيمزريت وشعبة العامر ويسر وسي مصطفى والناصرية وبرج منايل. ورصد لإنجاز هذا المشروع انطلاقا من محطة تحلية مياه البحر ببلدية راس جنات (شرق الولاية) التي دخلت حيّز الاستغلال سنة 2011، غلاف مالي إجمالي أعيد تقيمه سنة 2016 لا يقل عن مليارين و400 مليون دج ضمن البرامج القطاعية الوزارية، إستنادا لنفس المسؤول. وتقدر الكمية الإجمالية من مياه الشروب التي سيزود بها سكان المناطق المعنية -يضيف المتحدث- بما لا يقل عن 26.000 م3 في اليوم، حيث ستسمح هذه الكمية بتغطية كل الاحتياجات الحالية ولسنوات قادمة لسكان هذه المناطق، مع إمكانية رفعها لاحقا مع تطور الاحتياجات المرتبطة بالتوسع الحضري وتطور السكان. ويتضمن هذا المشروع الذي سجل ضمن البرامج القطاعية سنة 2013، إنجاز قنوات من الحجم الكبير لنقل مياه الشرب انطلاقا من خزان المياه ببلدية برج منايل المزود بمياه محطة تحلية مياه البحر ببلدية رأس جنات وصولا إلى بلدية تيمزريت ومن هناك إلى سكان باقي البلديات المذكورة. ومن بين أهم ما يتضمنه هذا المشروع كذلك -استنادا إلى نفس المصدر- إنجاز خمس خزانات من الحجم الكبير على طول مسار القنوات وأربع محطات رئيسية لضخ المياه، خاصة وأن المناطق المعنية بالمشروع أغلبيتها جبلية. السدود ومحطات التحلية تعزّز عمليات التموين بالمياه تجدر الإشارة إلى أن الولاية تنتج حاليا ما يزيد عن 220.000 متر مكعب من المياه الشروب يوميا، بفائض عن احتياجاتها المقدرة ب164.000 متر مكعب يوميا يزيد عن 60.000 متر مكعب يوميا بفضل الاستثمارات الضخمة التي بادرت بها الدولة منذ سنة 2000، حيث تم من خلال ذلك وضع في متناول سكان الولاية ثلاثة أنظمة للتزود بالمياه الشروب. وتتمثل هذه الأنظمة في كل من محطة تحلية مياه البحر برأس جنات ونظام تاقسابت (التزود من سد تيزي وزو) وسدود الولاية قدارة وبني عمران والحميز، إضافة إلى نظام رابع يتمثل في كل ما هو منتج من باطن الأرض. ومكّن هذا الفائض من المياه الشروب الذي يوجه جزء منه لتمويل ولاية الجزائر العاصمة -استنادا إلى نفس المصدر- من تحسين كمية تزويد المواطنين بالمياه الشروب يوميا، حيث توفر (الأنظمة الثلاثة) حاليا نحو 180 متر مكعب يوميا لكل مواطن متجاوزة بذلك المعدل الوطني الذي يقدر ب110 متر مكعب يوميا لكل مواطن.