تضاعفت حركة المرضى الجزائريين المتوجهين للعلاج في العيادات و المستشفيات التونسية منذ بداية العام 2017 الذي شهد إلغاء ضريبة الدخول إلى الجارة الشرقية و تقليص مصالح الجمارك من الطرفين لإجراءات العبور،حيث استقبلت الوكالات التونسية آلاف الجزائريين الذين اختاروها وجهة سياحية علاجية للتداوي في مجالات طب القلب و العيون و أيضا لإجراء عمليا تمثل التجميل بكامل الجسم والحقن ضد التجاعيد، إضافة إلى علاج العقم والإخصاب الصناعي.و على الرغم من كل الجهود التي بذلتها الحكومة الجزائرية في العقد الأخير، والملايين التي صرفتها لتحسين الخدمات الطبية في المستشفيات، إلا أن ذلك لم ينجح في تحسين النظام الصحي والخدمة الطبية، مع وجود مشكلات معقدة لم تجد لها وزارة الصحة حلا رغم تعاقب أكثر من وزير على القطاع ، ما يدفع المرضى للبحث عن العلاج في الخارج.و اشارت مراجع تونسية مؤخرا إلى تجاوز سقف طالبي الاستشفاء من الجزائريين بالمؤسسات العلاجية في تونس خط 120 ألف جزائري سنويا، يقصدون العيادات التونسية الخاصة، هذه النسبة التي شهدت ارتفاعا هذه السنة بعد إلغاء ضريبة الدخول إلى الجارة الشرقية و تقليص مصالح الجمارك من الطرفين لإجراءات العبور، و هي الاجراءات التي كانت تعيق المئات من المرضى نتيجة الخوف من مضاعفات نتيجة ساعات الانتظار الطويلة ، و ايضا لدواعي مادية .و لم تعد الرحلات المكوكية للاستشفاء في العاصمة التونسية حكرا على العائلات الميسورة الحال ماديا، بل حتى التي تعيش تحت مستوى الكفاف التي تتلقى الدعم بتكاليف الفحوص والتحاليل المخبرية وحتى العمليات الجراحية المختلفة، من خلال مساعدة عبر إعلانات إشهارية أو إذاعات محلية وجمعيات خيرية توفر مبالغ تساعد هؤلاء على الفرار إلى المصحات الخاصة التونسية من جحيم الافتقار لأدنى الخدمات وغلق عنابر العمليات الجراحية بمستشفيات عمومية جزائرية، سواء لانعدام الأخصائيين أو تأخر تشطيب المشاريع أو قطع دابر الانتظار والصبر في لوائح وقوائم برامج المستشفيات الجامعية بالولايات الكبرى التي أضحت اليوم تعج بأسماء المرضى في انتظار أبسط العمليات الجراحية في بعض الحالات.و يتوجّه الجزائريون إلى المصحات التونسية للعلاج، بسبب لغياب بعض التخصصات الطبية في الجزائر، وللسمعة الجيدة لتي باتت تتمتع بها المصحات التونسية، على الرغم من تكاليف العلاج الباهظة فيها. هذا التدفق الذي تدرجه الجهات التونسية في خانة ما يوصف بالسياحة الطبية، تردّه الحكومة الجزائرية إلى عمل شبكات على تهريب المرضى الجزائريين للعلاج في تونس. وكان وزير الصحة الاسبق، عبدالمالك بوضياف، اتهم في مطلع العام مافيا تنشط في مجال تهريب المرضى للعلاج في الخارج وخاصة في تونس ، كما اتهم قنوات تلفزيونية بالعمل على الترويج للعلاج في تونس.