الأردن يدخل على خط المنافسة على السياحة الطبية وتونس تريد اتفاقيات مع مصحات خاصة لم يخل الصالون الدولي للسياحة والأسفار من متعاملين في مجال الصحة والعلاج بالمياه المعدنية ومياه البحرية، لكن الأبرز المشاركة التونسية في المعرض والهدف من ورائها الترويج أكثر للسياحة الطبية العلاجية بعدما تمكنت بعض الدول من استقطاب السياح الجزائريين بشكل متزايد خلال السنوات الأخيرة. «البلاد" وفي زيارة للصالون الدولي للسياحة والأسفار في طبعته ال 18 بقصر المعارض وقفت على أكثر الوجهات طلبا من الجزائريين على العلاج والتجميل على حد سواء، وتبين أن الدول التي تمكنت من ضمان عدد معتبر من السياح الجزائريين اصبحت نفسها التي تسعى الى ضمان عدد مماثل من المرضى الجزائريين في اطار السياحة الطبية العلاجية والتي بدأت تتوسع على المستوى العالمي وبرزت ضمن مخططات بعض الحكومات على غرار فرنسا التي تعد وجهة سياحية طبية تقليدية بالنسبة للجزائريين، في وقت تعمل فيه تونس وتركيا على الترويج للسياحة الطبية العلاجية وسط الجزائريين بتقديم خدمات تفتقر اليها الجزائر، ودخول الأردن على خط المنافسة في هذا المجال.
الأردن يطرح خدمات علاجية طبية للطبقات المتوسطة في تخصصات مختلفة كشف المدير الإقليمي للمملكة الأردنية للنقل الجوي محمد زعاترة في لقاء مع "البلاد" عن سعي سلطات بلاده الى ادراج التعاون في المجال الصحي في اللقاء الذي يسعى الأردن الى عقده مع الجزائر من خلال اللجنة المشتركة العليا الجزائريةالأردنية، مشيرا الى أن بلاده تتوفر على مستشفيات صنفت الأحسن من حيث كفاءة الكوادر الطبية والخدمات بتكلفة معقولة. وفي رده على سؤال حول التكلفة المتعلقة بالعلاج، قال محمد زعاترة على هامش الصالون الدولي ال18 للسياحة والأسفار بقصر المعارض إن الاردن يوفر خدمات طبية علاجية في متناول الطبقات المتوسطة وفي تخصصات متعددة منها جراحة القلب والعيون والسرطان، حيث يعد الأردن قبلة للعديد من الجنسيات العربية للعلاج اهمها ليبيا والسودان واليمن وسوريا، غير أن الترويج للأردن كوجهة للسياحة الطبية العلاجية في الجزائر ليس بالمستوى الذي يعلم فيه المواطن الجزائري بتوفر هذا النوع من الخدمات لأن الامر حسبه ما يزال محصورا في دائرة حديث الأشخاص، حيث شاركت مؤخرا ثمانية مستشفيات أردنية في معرض بالجزائر لطرح خدماتها وقدراتها في المجال الصحي العلاجي. وكان تقرير للبنك الدولي قد صنف الأردن السنة الفارطة وجهة العلاج الأولى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث يقصد المملكة مئات الآلاف من المرضى العرب ومرافقيهم سنويا وهو ما وفر دخلا سنويا يفوق المليار دولار.
جزائريون يفضلون تونس للعلاج والتجميل وآخرون يذهبون للكشف فقط! كشف الجراح التونسي عثمان سبعي الرئيس المدير العام لمصحة "مونبليزير" التونسية أن الجزائريين من أكثر الجنسيات طلبا للعلاج في تونس سواء تعلق الأمر بالصحة او التجميل، مشيرا الى تزايد هذه الفئة مقابل عمل السلطات التونسية والفاعلين في المجال الصحي على استقطاب عدد اكبر من المرضى الجزائريين في وقت اضحت فيه السياحة الطبية مصدر دخل قومي معتبرا للعديد من دول العالم، حيث كشف المتحدث في لقاء مع "البلاد" عن سعي مصحات تونسية خاصة الى إبرام اتفاقيات تعاون مع مصحات جزائرية لتبادل الخبرات والتكوين، مشيرا الى وجود ترحيب جزائري بالفكرة على امل التوصل الى شراكة دائمة، وهي الفرصة التي يمنحها صالون "سيتاف" خاصة للمصحة التي يشرف عليها والتي استحدثت قبل أكثر من ربع قرن. وفي سياق رده عن سؤال حول اكثر العلاجات طلبا من قبل الجزائريين في تونس، أوضح الجراح عثمان سبعي أن جراحة التجميل والسمنة تشكل مطلبا رائجا جدا على اعتبار أن الطبيب التونسي كسب ثقة الجزائري في هذا المجال، في وقت يعد الطلب في الجزائر على العلاج أكثر من العرض، وهو ما دفع بالجزائري حسب المصدر الى طلب العلاج في تونس التي لديها مصحات بتخصصات مختلفة منها القلب والعيون والتجميل وغيرها. وفي هذا السياق كشف المصدر أن كلفة جراحة السمنة والبطن تحديدا تصل الى 4 آلاف اورو وهي جراحة مطلوبة جدا من قبل الجزائريين رجالا ونساء. وعن متابعة المريض الجزائري قال الجراح التونسي عثمان سبعي إن المتابعة تتم من خلال بقاء المريض للفترة اللازمة أو عودته بعد ايام محددة للمراقبة الطبية، مشيرا الى ان المصحة التي يقوم عليها تعمل على التكوين في الجراحات الجديدة لمواكبة التطورات والاستجابة لطلبات المرضى. كما تسعى مصحة "مونبليزير" الى فتح مكتب اتصال في الجزائر لتسهيل عملية التواصل مع المعنيين في وقت تلعب فيه بعض الوكالات دور الوسيط وتحتال على الجزائريين بسلبهم مبالغ مالية في المطار مقابل خدمات لم يحصلوا عليها بعد، حيث سقط بعض المرضى الجزائريين في فخ وكالات مناولة تعتمد على الإشهار في الجزائر لاستقطاب المرضى الذين لا يعرفون حتى الجراح الذي سيجري لهم العملية.
تونسيون يستغلون صالون السياحة للترويج ل"الطب البديل". ظهر اجتهاد التونسيين في الترويج للسياحة في بلادهم بأنواعها ولم تترك ثغرة لاصطياد الجزائريين، حيث شارك متعاملون في الصالون الدولي للسياحة والأسفار بقصر المعارض من لإقناع الجزائريين بالطب البديل والمتمثل في العلاج بالمياه المعدنية ومياه البحر، حيث أكد مدير التسويق بالديوان التونسي للمياه المعدنية والاستشفاء بمياه البحر توفيق الصيد ل«البلاد" أن نسبة إقبال الجزائريين على هذا النوع من العلاج معتبرة وتأتي احيانا بالتوازي مع السياحة العادية خاصة في فصل الصيف، بينما ترتفع الطلبات على السياحة العلاجية بمياه البحر والمياه المعدنية في فصل الشتاء والخريف والربيع مثلما أكده مسؤول مركز معالجة بمياه البحر الدكتور أنيس سلام لالبلاد"، حيث يطلب الجزائريون خدمات إعادة التأهيل الحركي والتجميل ايضا منهم مواطنون من الطبقة المتوسطة، مضيفا أن المشاركة في "سيتاف" تهدف الى الترويج أكثر للطب البديل وسط الجزائريين في ظل تنافس دولي على هذه الخدمات من سنغافورة وتركيا.