كشفت المنظمة الوطنية لحماية المستهلك وإرشاده أبوس ، عن وجود عدة منتوجات غذائية بالجزائر غنية بالسكر والملح والمواد الذهنية التي تتجاوز المعايير المعمول بها عالميا، فيما دعت المستهلكين إلى ضرورة الحيطة والحذر لتجنب هذه المنتجات نظرا لما تسببه من أمراض خطيرة ومزمنة كالسكري، ارتفاع ضغط الشرايين ومختلف الأمراض. وأشارت ذات المنظمة، إلى أن نسبة الإصابة بمرض السكري في الجزائر بلغت حوالي ال12 بالمائة من السكان حسب الإحصائيات، بينما بلغت نسبة الإصابة بارتفاع ضغط الشرايين حوالي 30 بالمائة، وهو ما أجبر السلطة التنفيذية، يضيف المصدر، لدق ناقوس الخطر ومحاولة سن مراسيم تسمح بالتقليل من نسبة السكر والملح والمواد الذهنية التي تحتويها المواد الاستهلاكية، مشيرة إلى أن أول خطوة باستصدار المرسوم التنفيذي 17-99 يلزم منتجي القهوة بتخفيض نسبة السكر المضاف من 5 إلى 3 بالمائة في القهوة المعلبة وهذا نظرا لما يسببه السكر المحترق في درجة جد عالية من أمراض وسرطانات، غير أن هذه الخطوة وإن كانت هامة تبقى بعيدة جدا عن مستوى تطلعات جمعيات حماية المستهلك وعلى رأسها منظمة حماية وإرشاد المستهلك ومحيطه أبوس . وأضافت منظمة حماية المستهلك، أنه بالعودة إلى السكر، نجد أن معدل استهلاك جزائري هو في حدود 40 كلغ في وقت يصل المعدل العالمي إلى 20 كغ و يمثل استهلاك الفرد الجزائري اليومي للسكر ما مقداره 115غ، بيد أن منظمة الصحة العالمية تنصح بأن لا يتجاوز 50 غ في اليوم وفي مارس 2015، أصدرت منظمة الصحة العالمية مبدئا توجيهيا جديدا يوصي البالغين والأطفال بتخفيض استهلاكهم اليومي من السكريات الحرة إلى أقل من 10 بالمائة من إجمالي استهلاكهم للطاقة، ومن شأن تخفيض آخر في هذا المدخول إلى نسبة أدنى من 5 بالمائة أو ما يقارب 25 غراماً (6 ملاعق صغيرة) في اليوم الواحد أن يحقق فوائد صحية إضافية. وأكدت أبوس ، وجود الكثير من السكريات المستهلكة اليوم مخفية في الأطعمة المجهّزة التي لا يُنظر إليها عادةً على أنها محلاة، وتحتوي مثلاً ملعقة كبيرة واحدة من صلصة الطماطم على حوالي 4 غرامات (أي ملعقة صغيرة واحدة تقريباً) من السكريات الحرة، فيما تحتوي علبة واحدة من الصودا المحلاة بالسكر على كمية تصل إلى 40 غراماً (أي حوالي 10 ملاعق صغيرة) من تلك السكريات. وفي هذا السياق، دعت أبوس إلى سن خطوات إيجابية جديدة تسمح بتخفيض نسب السكر والملح والمواد الدسمة في المواد الاستهلاكية، مشددة من جهة أخرى، على ضرورة التحرك من أجل التحذير من الإشهار للمنتجات التي تحتوي على نسب عالية من السكر والملح على غرار الشكولاطة، العصائر، العصائر المضاف إليها الحليب، الحلويات وشرائح البطاطا المقلية والبسكويت وغيرها في أوقات الذروة وتفادي الأوقات التي يكون فيها الأولاد مقابلين للتلفزيون وفوق كل ذلك تفادي قدر الإمكان استعمال الأطفال والرضع للترويج لهاته المواد. وحذرت ذات المنظمة، من التوجه السهل الذي يعتمد على آلية تعويض السكر بالمحليات الاصطناعية كالأسبرتام مثلا أو الستيفيا والتي بإمكانها أيضا التسبب في مضاعفات صحية أخرى نظرا لكونها مواد كيميائية واصطناعية.