بعث رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، برقية تعزية إلى عائلة رئيس الحكومة الأسبق، رضا مالك، الذي وافته المنية اول أمس ووري الثرى، أمس، أشاد من خلالها بمناقب الفقيد، الذي كرس حياته في خدمة الجزائر إبان الثورة التحريرية وبعد الاستقلال. وجاء في برقية الرئيس بوتفليقة قوله: فقدت الجزائر اليوم واحدا من رجالاتها الأعلام وأبنائها البررة، المناضل الكبير والمجاهد والأخ العزيز رفيق درب الكفاح المغفور له بإذن الله، تعالى، رضا مالك، صديق الجميع، الذي عمل في صمت ورحل في صمت ولكن صوته يبقى عاليا مدويا في تاريخ الجزائر، عطر المولى ثرى رمسه وارتفق بروحه وأسكنها منزلة مع من ارتضاهم إلى جواره واكرم وفادتهم . وأضاف قائلا: ليس من السهل أن نعزي أهل هذا الرجل في فقده ولا أن تختزل مناقبه أو أن نلم بشمائله وجلائل أعماله التي وقف عليها حياته في خدمة الجزائر قبل الثورة واثناءها، ثم على مدى مراحل بناء الدولة الوطنية الحديثة . واستطرد الرئيس بوتفليقة في برقية التعزية: فقد باشر فقيدنا النضال منذ كان يافعا على مقاعد الدراسة، إذ أدرك بحسه الوطني الصرف ورؤيته الثاقبة وتحصيله العلمي ما يجب على المواطن الحر أن يعمل وهو يرى شعبه يرزح تحت نير الاستعمار ويطحن تحت كلكله. وأبت عليه نفسه وهمته العالية أن يستكين لهذا الواقع المفروض بمنطق النار والحديد والغطرسة والحرمان، فاختار الطريق الصعب وانبرى مع كوكبة من رفاقه الأحرار يذود عن حمى الوطن ويرفع الوعي الثوري إلى مستوى التحدي والمواجهة، وراح يجد ويجتهد في صفوف الطلبة، وتميز مع أقرانه بقدرة فائقة على التوعية والتنظيم والدعوة والتبشير للثورة، فكان في طليعة طلبتنا الذين غادروا المقاعد وآثروا العمل في الميدان على مواصلة الدراسة، وما إن التحق بصفوف الثورة المباركة حتى وضع مواهبه وقدراته الثقافية والعلمية في خدمة الدبلوماسية الثورية الناشطة في المحافل الدولية، وكان خير دليل لدى قيادة الثورة باختيار رضا مالك ليكون الباعث الأول لمنبر الثورة ولسان حالها جريدة المجاهد الغراء التي كانت شواظا من نار أحرق أوراق الاستعمار الدعائية وأزاح الستار عن جرائمه ومخططاته الشيطانية، فضلا عن جهده المتميز ضمن الوفد الجزائري المفاوض للمحتل الفرنسي، عبر المراحل الصعبة التي انتهت باتفاقيات إيفيان الشهيرة . من جهته، أعرب رئيس المجلس الشعبي الوطني، بوحجة، وعديد مسؤولي الأحزاب السياسية عن مواساتهم وتعازيهم لعائلة رئيس الحكومة الأسبق رضا مالك، وكتب بوحجة في رسالة تعزية الى عائلة الفقيد: بلغني بعميق الحزن والأسى نبأ انتقال المجاهد ورئيس الحكومة الأسبق، رضا مالك، الى جوار المولى، عزوجل، وان وفاته لتعد فجيعة ليس على أسرته الكريمة فحسب، وإنما على كافة أفراد الشعب الجزائري ، مبرزا ان الراحل قد شبّ، منذ نعومة اظافره، على حب الوطن والتضحية من اجله، فأسهم في الذود عنه والكفاح من أجل استرجاع استقلاله، حيث كان عضوا في لجنة إدارة الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين الى جانب توليه منصب مدير أسبوعية المجاهد لسان حال جبهة التحرير الوطني . كما تقلد الفقيد أيضا، يضيف المصدر ذاته، منصب الناطق الرسمي للوفد الجزائري في مفاوضات ايفيان، ناهيك عن كونه أحد محرري ميثاق مؤتمر طرابلس سنة 1962، وبعد استعادة الاستقلال، واصل نضاله في مختلف مواقع المسؤولية التي تقلدها والتي توجت بتعينه سفيرا للجزائر بباريس وواشنطن وموسكو ولندن، ثم وزيرا للإعلام والثقافة، ليشغل منصب رئيس المجلس الاستشاري الوطني، ثم عين عضوا في المجلس الاعلى للدولة، فوزيرا للشؤون الخارجية قبل أن يعين رئيسا للحكومة كما أسس وترأس حزب التحالف الوطني الجمهوري. وعلى إثر هذه الفاجعة الأليمة، يضيف بوحجة أقدم لكم باسمي ونيابة عن كافة النواب في المجلس الشعبي الوطني أصدق التعازي واخلص المواساة، داعيا المولى، عز وجل، ان يتغمد روح الفقيد الغالي بواسع رحمته، وان يسكنه فسيح جنانه ويلهمكم وكافة أهله وذويه وإخوانه ورفاق دربه جميل الصبر والسلوان وندعو الله ان يصطفي روح المرحوم في عداد النفوس المطمئنة . وتقدم الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أحمد اويحيى في بيان لحزب، أصالة عن نفسه ونيابة عن أعضاء المكتب الوطني وإطارات ومناضلي حزبه بخالص عبارات التعازي والمواساة إلى أسرة الفقيد، داعين المولى، عز وجل، أن يتغمد روح الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم ذويه جميل الصبر والسلوان. كما تقدم الامين العام للتحالف الوطني الجمهوري، بلقاسم ساحلي، باسمه وباسم مناضلي واطارات الحزب بخالص تعازيه وأصدق المواساة لعائلة الفقيد المجاهد رضا مالك، مؤسس الحزب، معتبرا ان حزبه والشعب الجزائري فقد مجاهدا كبيرا من الرعيل الاول، ومن بين أبرز مؤسسي الاتحاد العام للطلبة الجزائريين المسلمين ومفاوضا شرسا إبان مفاوضات ايفيان التي أفضت الى استعادة السيادة الوطنية وتحقيق الاستقلال، مضيفا ان الفقيد كان أيضا دبلوماسيا محنكا رفع راية الوطن عاليا، ودافع عن مصالحه العليا في كبار العواصم الدولية ومثقف ومفكر من الطراز الرفيع. وذكر بيان الحزب ان الفقيد رجل دولة لبى نداء الوطن مجددا عندما كانت الجمهورية تتعرض لمحاولات التدمير والتحطيم أثناء الأزمة الأمنية التي عاشتها البلاد في تسعينيات القرن الماضي، من خلال رئاسته للمجلس الاستشاري الوطني وعضويته في المجلس الاعلى للدولة وقيادته الحكومة في ظروف اقتصادية واجتماعية وامنية غاية في التعقيد، مؤكدا ان أبناء وبنات الحزب يجددون عزمهم البقاء أوفياء للخط الوطني والجمهوري الذي رسخه الراحل بقيمه النضالية واخلاقه السامية وكفاءته العالية من اجل تحقيق اماله الكبير وتطلعه الدائم نحو جزائر الحداثة والعصرنة جزائر متصالحة مع ماضيها وموروثها الحضاري والروحي متفتحة على المستقبل المشرق والزاهر. وأشار الحزب الى أنه فتح سجل تقديم التعازي للمواطنين والمواطنات ابتداء من يوم أمس الاحد بمقر الحزب. بدوره، اعرب الأمين العام لحركة الوفاق الوطني، علي بوخزنة، عن تعازيه الحارة للجزائريين والجزائريات وجميع أفراد أسرة الفقيد، معتبرا أن الجزائر فقدت قامة نضالية تاريخية وسياسية تتجلى في المجاهد رضا مالك، مؤكدا ان ما بصمه من مواقف بقيت شاهدة له وللرجال العظماء من أبناء الوطن.