انخفض صافي الهجرة إلى أدنى مستوى خلال ثلاث سنوات بعد ارتفاع عدد مواطني الاتحاد الأوروبي الذين غادروا المملكة المتحدة منذ التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في جوان الماضي. وتراجع صافي الهجرة، الفرق بين الذين يدخلون المملكة المتحدة والذين يغادرونها، بمقدار 81 ألف شخص ليصل إلى 246 ألف شخص في العام حتى مارس 2017. ويعود السبب وراء أكثر من 50 في المئة من هذا التغيير إلى انخفاض صافي الهجرة لمواطني الاتحاد الأوروبي بمقدار 51 ألف شخص. وتلتزم الحكومة بتخفيض صافي الهجرة إلى أقل من 100 ألف شخص. وتظهر البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية ارتفاعا حادا، يبلغ 17 ألف شخص، في أعداد المغادرين من مواطني ما يسمى بمجموعة البلدان الثمانية الجدد في الاتحاد الأوروبي: جمهورية التشيك وإستونيا والمجر ولاتفيا وليتوانيا وبولندا وسلوفاكيا وسلوفينيا. وقال متحدث باسم مكتب الإحصاءات الوطنية: تشير هذه البيانات إلى أن نتيجة استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد تؤثر على قرار الناس بالهجرة إلى المملكة المتحدة ومنها لا سيما مواطني الاتحاد الأوروبي والبلدان الثمانية في الاتحاد الأوروبي . وأضاف: من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان هذا مؤشرا على اتجاه طويل الأجل . وتظهر البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية أن الهجرة من جميع بلدان العالم للملكة المتحدة قد تراجعت، في حين ارتفعت الهجرة من بريطانيا للخارج. ولا تزال الهجرة من أجل العمل هي السبب الأبرز لهجرة الأشخاص من دولة لأخرى، حسب مكتب الإحصاءات الوطنية، الذي أشار إلى أن معظم الناس يهاجرون الآن إذا كان لديهم وظيفة محددة، وليس لمجرد البحث عن عمل. وقال متحدث باسم معهد المديرين البريطاني: لا يجب أن نحتفي بهذه الأرقام . وأضاف: نظرا لأن معدل البطالة حاليا في أدنى مستوى له على الإطلاق 4.5٪، فبدون الثلاثة ملايين مواطن من الاتحاد الأوروبي الذين يعيشون هنا في المملكة المتحدة سيكون هناك نقص حاد في الأيدي العاملة . وتابع: الإشارة على أنها أصبحت مكانا أقل جاذبية للعيش والعمل يعد مصدرا للقلق . ونشرت الحكومة أيضا أول بيانات لضوابط الخروج، عدد جميع الأشخاص الذين عُرف بالفعل أنهم غادروا المملكة المتحدة. وخلال العام حتى مارس 2017، تشير البيانات إلى أن 97 في المئة من الطلاب القادمين من خارج الاتحاد الأوروبي بتأشيرة دخول إلى المملكة المتحدة قد امتثلوا لشروط تأشيرة الدخول إما عن طريق مغادرة المملكة المتحدة أو البقاء في البلاد من خلال تمديد التأشيرات. ومن غير الواضح ما حدث للثلاثة في المئة المتبقية بعد انتهاء التأشيرات. وتظهر البيانات أيضا أن 95 في المئة من الطلاب القادمين من بلدان أخرى إما يغادرون في نهاية دراستهم أو يحصلون على إذن بالبقاء لأسباب أخرى. وتتناقض هذه الأرقام، التي لم تكن تعلن من قبل، مع الادعاءات المتكررة بأن الطلاب القادمين من الخارج يسيئون استخدام نظام الهجرة للبقاء بشكل غير قانوني في المملكة المتحدة.