يتكرر غداة كل عيد الأضحى المبارك، سيناريو ظاهرة تخلص أغلبية العائلات عن الهيدورات والإلقاء بها عبر مكبات النفايات والطرقات، ما يشوه المنظر العام للأحياء والمجمعات السكنية، إضافة إلى هدر الأموال الناتج عنها والذي يمكنه صناعة فارق كبير، وهو الأمر الذي دفع بعدة جمعيات وهيئات ناشطة لأن تتبنى فكرة جمعها واستغلالها لأغراض خيرية لفائدة المعوزين بمناسبة الدخول المدرسي، وهو ما كشف عنه الحاج الطاهر بولنوار رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين ل السياسي . بولنوار يطلق مبادرة خيرية لجمع 4 ملايين هيدورة تعتزم جمعية التجار والحرفيين الجزائريين، جمع ما يقارب المليون هيدورة، وهو ما أشار إليه الطاهر بولنوار رئيس الجمعية في اتصاله ل السياسي والذي أوضح أن الاتحاد وضع تحدي خاص بجمع مليون هيدورة خلال اليوم الأول للعيد، وذلك بالتنسيق مع جمعيات خيرية عبر ولايات الوطن والتي ستتكفل بعمليات الجمع، إضافة إلى ممثلين بالولايات أين سيتم تخليص المجمعات السكنية والشوارع من كم هائل من الهيدورات، أين ستحول الجمعيات الخيرية هذه الهيدورات إلى المصانع المهتمة بالصناعات النسيجية والجلدية ، إذ ستقوم هذه المصانع باسْتغلال الجلود في صناعة الحقائب والمحافظ المدرسية والأحذية، والتي ستكون لفائدة المعوزين. كما أن عائدات هذه الهيدورات لن تكون مادية مائة بالمائة، حيث ستوزع عائداتها من الأموال على الجمعيات التي توزعها على المعوزين، كما سيكون أغلبها عبارة عن سلع وإعانات عينية، على غرار الحقائب والمحافظ والأحذية والتي ستسلم للجمعيات الخيرية بعد تصنيعها وتحضيرها من طرف المصنع، والتي تسلمها بدورها للمعوزين ومستحقيها، وذلك تزامنا والدخول المدرسي لتكون هذه المبادرة عاملا اقتصاديا وخيريا في آن واحد تجمع بين مناسبتي عيد الأضحى المبارك والدخول المدرسي. كما أنها ستحد من تلوث البيئة وتشويهها والذي طالما كان يلازم فترة الأعياد أين تتحول الأحياء إلى فضاءات وروائح لا تطاق. وأشار بولنوار إلى أنّ هذه السابقة الأولى من نوعها وطنيا، تعوّل على تفعيل نحو أربعة ملايين جلد أضحية عادة ما يتم رميها في المزابل مما يعتبر عادة سيئة، فضلا عما يشكله الأمر من إهدار لثروة مهمة بإمكانها المساهمة في دعم الجمعيات الخيرية والفقراء، والإسهام في دعم اقتصاد المؤسسات المختصة بتحويل النسيج وصناعة الجلود، خاصة وأنّها ستحصل عليها مقابل أسعار رمزية. وبما أنّ الشرع أوجب ذبح هذه الأضحية للمقتدرين ماديا ولا يجيز بيع أي قطعة، فإنّ التفكير يتمحور حول الاستفادة من الأربعة ملايين هيدورة في شكل مساعدات تقدّمها هذه الأخيرة للجمعيات الخيرية التي ستعمل على جمع هذه الجلود على مستوى الأحياء والبلديات. وأكد بولنوار أنه سيقوم بالتواصل مع كافة المديريات الولائية لجمعية التجار والحرفيين لإيفائهم بمزيد من التوضيحات حول هذه المبادرة التي تراهن على استيعاب أكبر قدر من التجار والمواطنين والجمعيات الخيرية والمؤسسات الصناعية المعنية، حتى يعمّ الخير والفائدة على الجميع. بلدية الدار البيضاء تتكفل بتخزين الهيدورات وفي خطوة إيجابية، أعلنت بلدية دار البيضاء شرق العاصمة لقاطني المنطقة الراغبين في التخلص من جلود أضاحي العيد، الهيدورة أنه بإمكانهم وضعها في حظيرة البلدية الكائنة بشارع التحرير التي ستكون تحت تصرفهم طيلة أيام العيد، حيث ستقوم بجمعها والتصرف فيها. محذرة في الوقت ذاته من رميها في أماكن القمامة المنزلية، في خطوة تعمل من خلالها البلدية للحفاظ على جمالية ونظافة المحيط، فهل سيقتدي رؤساء بلديات العاصمة ال57 بهذه المبادرة ويطبقونها على مواطنيهم؟.