لقصوري: هذه قيمة الهيدورة خلال العيد نشطاء يطلقون حملة لا لرمي الهيدورة عبر الفايس بوك يتخلص العديد من الجزائريين من هيدورة الكبش خلال عيد الأضحى المبارك، ما ينتج عنه هدر كبير للأموال، وسط قلة وعي من طرف المواطنين الذين يهملون هذا الجانب الاقتصادي والذي يمكن له أن يساهم في در الأموال بدل هدرها إذا أحسن استغلالها واستعمالها في الصناعات المختلفة. لكن وللاسف وككل سنة تبقى العديد منها مرمية على قارعة الطرقات مشوهة المنظر العام وبروائح تسد الأنفس لفترة من الزمن قبل أن تُحمل إلى المفارغ العمومية مما جعل الهيدورة تفقد مكانتها المرموقة لدى الأسر الجزائرية التي باتت تتخلص منها بمجرد الانتهاء من ذبح الأضحية لتستقر في كيس بلاستكي اسود إلى جانب القمامة. عائلات تتخلى عن الهيدورة خلال العيد خلال عيد الأضحى المبارك، تغرق مكبات النفايات ب الهيدورات إذ يقوم أغلبية الأشخاص بالتخلص منها تلقائيا وذلك بعد عمليات النحر مباشرة، إذ بات الإلقاء بها بالقمامة كغيرها من النفايات أمر اعتياديا لدى الكثيرين، إذ ما إن تنتهي مظاهر الذبح والسلخ والانتهاء من تجهيز الكبش حتى توضع الهيدورة في كيس بلاستيكي أسود ومباشرة إلى حاويات القمامات والتي تكتظ عن آخرها بهذه الأخيرة، ليصبح الأمر تنافسيا بين العائلات، إذ يتعدى لدى الأغلبية التخلص من هيدورة واحدة، فقد تنحر عائلة واحدة أضحيتين او ثلاثة ما يعني أنها ستتخلص من ثلاث هيدورات ليتضاعف العدد أكثر وأكثر. ويعمد العديد من الأشخاص لوضع الهيدورات على قارعة الطرقات، دون وضعها بحاويات القمامات، وذلك أملا منهم في أن يتقدم أشخاص يحتاجونها فعلا وأخذها، غير أن هذه الأخيرة لا تبارح مكانها وتبقى به ما ينتج عنها تلوث منقطع النظير، وخاصة إذ كانت الحرارة مرتفعة فالعفونة تزداد وتتضاعف أكثر وتنبعث منها روائح قذرة تحبس الأنفاس. ويتخلص الكثيرون من هذا المورد الحيوي الهام رغم أهميته التي لا تقل شأنا عن المواد الخام ومواد التصنيع الطبيعية، حيث تستخدم جلود الأغنام في صناعة الأحذية والحقائب، فيما يستعمل صوفها لحشو الأفرشة والوسائد، غير أن اغلب الأشخاص لا يرون الأمر من هذا الجانب الهام، إذ يمكن ل الهيدورة أن تساهم في الإنتاج وبصورة كبيرة، في حال ما إذا قام كل شخص بتقديم هيدورته إلى مصنع خاص بصناعة الجلود، إذ يمكن لذلك صناعة فارق كبير من ناحية الإنتاج والمردودية وتشكيل فائدة كبيرة للمنتج ما سيستفيد منه المستهلكون، حيث ستكون هذه المادة خاما ومجانية ومتوفرة بكثرة، ما يفرض على المنتج تخفيض أسعار منتجاته حتما ويستفيد الجميع في هذه الحال من منتج ومستهلك. وباعتبار أغلب الجزائريين يضحون ويذبحون المواشي خلال عيد الأضحى المبارك، فإن الهيدورات ستكون متوفرة وبصورة كبيرة ما ينتج عنه أموال طائلة، وهو ما يشير إلى أن ملايين الدينارات ستترتب عن هذه الأخيرة، غير ان الإلقاء بها في القمامات سيكون هدرا للأموال، حيث أن استغلال جلودها وصوفها قد ينتج عنه أموال بدل الإلقاء بها والتخلص منها والذي ينتج عنه هدر ومضيعة لثروة. نشطاء يطلقون حملة لا لرمي الهيدورة وفي خضم هذا الواقع الذي يفرض نفسه خلال كل سنة ومع عيد الأضحى المبارك، نظم نشطاء في مجال حماية المستهلك، حملات تدعو إلى الاستعمال العقلاني لجلود الأغنام، حيث دعوا إلى عدم رميها وتشويه المحيط ورؤيتها من جانب آخر ألا وهو استغلالها كصناعة وإنتاج، حيث أشاروا إلى توجيهها إلى المصانع والمهتمين بالصناعات لاستغلالها في صناعة الأحذية والحقائب مثلا، واستغلال صوفها في النسيج وما إلى غير ذلك من الأمور التي تصلح لهذا الغرض. من جهته، نظمت بعض المساجد حملات لجمع الهيدورة ، حيث دعت لعدم رميها وتسليمها لإدارة المساجد والتي ستتولى أمرها والقيام ببيعها للمهتمين بالصناعات. لقصوري : 12 مليار سنتيم هي قيمة الهيدورات ومن جهته، أضاف سمير لقصوري، ناشط في مجال حماية المستهلك، في اتصال ل السياسي ، أن إحصائيات تقديرية معلنة عبر وسائل إعلام تشير إلى أن الجزائريين ينحرون ما يقارب ال4 ملايين شاة كل سنة، ما ينتج عنها أيضا 4 ملايين هيدورة، وحسبنا ان الهيدورة الواحدة ستباع بمبلغ رمزي قيمته 30 دج فستكون قيمة الهيدورات المهدرة حوالي 12 مليار سنتيم، وهو المبلغ الذي سيلقى بالمزابل. وفي ذات السياق، أوضح فادي تميم، رئيس مصلحة حماية المستهلك مكتب الشرق، في اتصال ل السياسي ، أن رمي الهيدورات هدر كبير ومشكل كبير اقترن بعيد الأضحى المبارك، حيث قمنا بوضع نداءات للمواطنين الراغبين بالاستفادة من الهيدورة ، حيث قمنا بالتنسيق بين من يحتاج هذه الأخيرة والراغب في التخلص منها، كما قمنا بالربط بين الشركات التي تحتاج للهيدورة والمواطنين الراغبين في التخلص من الهيدورة ، إذ نعتزم التخلص من ظاهرة الرمي العشوائي ل الهيدورات الذي بات هاجسا حقيقيا. وأضاف المتحدث أن بعض المساجد بالمدن الشرقية للوطن مهتمة ب الهيدورات حيث وردتنا اتصالات من عندها تفيد حاجتها لهذه الأخيرة لغرض بيعها للمصانع واستغلال عائداتها لترميم وتهيئة المساجد، وبالنسبة لتقديرات الخسائر المادية التي تنتج عن رمي الهيدورات ، أشار تميم في حديثه، ان الجزائريين يهدرون ما يقارب ال800 مليون سنتيم وما أكثر، وهذا حسب تقديرات متباينة حيث يمكن للعدد ان يتضاعف أكثر.