قدرت الفدرالية الوطنية لعمال الجلود والنسيج، قيمة الجلود "الهيدورة" التي تضيع سنويا دون استغلالها في صناعة الأحذية والملابس، بأكثر من 4 ملايين، تأكلها المزابل خلال عيد الأضحى لوحده، فتبقى العديد منها مرمية على قارعة الطرقات مشوهة المنظر العام وبروائح تسد الأنفس لفترة من الزمن قبل أن تُحمل إلى المفارغ العمومية، وهي المادة الأولية التي تعادل أكثر من مليوني دولار تضيع سنويا دون أن تتحرك الجهات المسؤولة لاتخاذ التدابير المطلوبة. دعا الأمين العام لفدرالية عمال النسيج والجلود عمار طاكجوت، الجماعات المحلية وعلى رأسها البلديات إلى التحرك قبل حلول عيد الأضحى الذي لا يفصلنا عنه سوى أيام قليلة، من أجل تحديد المواقع وتهيئتها لاستقبال جلود "هيدورات" الأضاحي التي يتخلص منها المواطن فور عملية الذبح مباشرة بعدما أصبحت جلودها غير مطلوبة لدى مختلف العائلات. وقال طاكجوت في تصريح ل"الشروق"، إن الدعوة تخص تلك البلديات التي تملك مؤسسات تحويل الدباغة شأن الجلفة والرويبة وغيرها، وهي المجالس المحلية التي يفترض أن تبادر من أجل إيجاد مواقع خاصة لاستقبال وتجميع "الهيدورات" بإبلاغ مختلف البلديات المجاورة، عن طريق إطلاق حملات تحسيسية بالتنسيق مع المؤسسات المعنية مع إخطار المواطنين وتوجيههم في كيفية التعامل مع جلود الأضاحي ومواقع التخلص منها عوض رميها بالمزابل التي عادة ما تبقى فيها تشوه المنظر الحضري لطرقاتنا وشوارعنا طيلة الفترة التي تلي عيد الأضحى. وتأسف المتحدث في السياق من عدم تحرك الجهات المسؤولة لاحتواء الوضع ومن ثم استغلال تلك المادة الأولية التي تذهب هدرا بعدما أكد أن 4 ملايين ونصف مليون "هيدورة" أكلتها المزابل سنة 2015 أي ما يعادل مليوني دولار تضيع سنويا خلال يوم واحد من السنة دون ذكر أيام الذبح الأخرى التي تتزامن والأفراح إذا ما قدرت قيمة الجلد في الخارج بنصف دولار أي مقابل 32 مليارا بالعملة المحلية. وعن الصناعة التي يمكن أن تدخل في تحويل الجلود، أكد طاكجوت أن أغلبها يمكن استغلالها في الأحذية والملابس والحقائب بمختلف أصنافها في حين توجه صوفها إلى المؤسسات التقليدية لصناعة الزرابي و"الحايك الصوفي" وغيرها.. وذكر المتحدث في الأخير لقاءه مع زير الصناعة السابق الذي أبدى تحمسه لإعادة النظر في مشاكل القطاع بما فيه موضوع جلود العيد غير أن الأمور– حسبه- توقفت بعد رحيله على أن يجدد المطالب مع الطاقم الوزاري الجديد.