توقعت لجنة الأممالمتحدة الاقتصادية لإفريقيا أن توجه الدول المغاربية نحو تكتلات اقتصادية، إفريقية، سيؤدي في نهاية المطاف إلى اندثار الاتحاد المغاربي الذي أضحى هيكلا بلا روح، وفي وقت ترفض فيه بلادنا تحميل مسؤولية جمود الاتحاد لأي طرف، يبدو التقرير الاممي موجها أساسا لدحض الاطروحة المغربية التي تزعم في كل خطاباتها أن الجزائر سبب إطفاء شعلة الصرح المغاربي. وجاء في تقرير للجنة الأممالمتحدة الاقتصادية لإفريقيا، عقب افتتاح الاجتماع ال32 للجنة الخبراء الحكومية الدولية، بالمغرب أن تحركات الدول المغاربية جنوبا يأتي على حساب هذا التكتل الإقليمي. ووفق ذات المصدر، شرعت الجزائر في مفاوضات الانضمام إلى السوق المشتركة لشرق إفريقيا والجنوب الإفريقي وهو تكتل تستعد تونس لدخوله قريبا فيما قرر المغرب الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا رفقة موريتانيا. وأشار التقرير، وفق وكالة الأناضول ، إلى أن هذه الدول المغاربية تبحث عن أسواق جديدة واعدة جنوبا كبديل لجمود السوق المغاربية. وخلص التقرير إلى أن انضمام هذه الدول العربية إلى التكتلات الاقتصادية، الإفريقية، سيحل بالضرورة محل اتحاد المغرب العربي. وخلال قمة الاتحاد الإفريقي مطلعة السنة الجارية لمح ملك المغرب محمد السادس إلى أن الإتحاد المغاربي انتهى تنظيميا وسياسيا وقال أنه من الواضح، أن شعلة اتحاد المغرب العربي قد انطفأت، في ظل غياب الإيمان بمصير مشترك، فالحلم المغاربي، الذي ناضل من أجله جيل الرواد في الخمسينيات من القرن الماضي، يتعرض اليوم للخيانة . وجاء هذا التقرير بعد أسابيع من اعتراف وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، بأن العلاقات بين الجزائر و المغرب دخلت طريقاً مسدوداً على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والتجارية. مستدلا بوقف المبادلات على المستوى الوزاري منذ أكثر من سبع سنوات، وأن هذا الوضع جعل التنسيق يصل إلى درجة الصفر،و اثر بحسب كلامه ايضا على آلية الاتحاد المغاربي. ودأب المسؤولون المغاربة في السنوات الأخيرة على مثل هذه التصريحات المملوءة بلغة اللوم والعتاب ضمن مسعى إحراجها أمام الجيران و الشركاء الأجانب، خصوصا الدول الغربية التي لها مصالح أمنية و اقتصادية في المنطقة. وكان عبد القادر مساهل، وزير الخارجية، قد أعلن منذ أشهر في حوار مع قناة الشروق نيوز ، عن اجتماع مرتقب لوزراء خارجية الدول المغاربة قد يعقد بتونس شهر فيفري القادم لبحث بعث الاتحاد. ووفق مساهل فالجزائر مع إعادة تأسيس المنظمة وإعادة النظر في هيكلة هذا التكتل الإقليمي، لتكييفه مع التحولات الحاصلة في العالم والمنطقة. وكشف الوزير أنه طلب من الأمين العام للإتحاد، خلال لقاء سابق، تحضير تصور شامل حول المشروع لمناقشته خلال الإجماع القادم. ورفض مساهل تحميل مسؤولية جمود الاتحاد لأي طرف، مؤكدا أن الجزائر قامت بعدة جهود من أجل هذا التكتل.