- مئات القوارب غرقت.. والموت يلاحق الفارين لا يزال مصير الموت يتربص بأفراد الأقلية المسلمة روهينغا في ميانمار، حيث لقي، هذه المرة، أكثر من عشرين شخصا حتفهم، في مياه الأنهار على الحدود مع بنغلاديش وهم يحاولون الوصول إلى بر الأمان والدخول إلى الأراضي البنغالية، خشية على حياتهم من حملة العنف التي يتعرضون لها منذ ال25 أوت الماضي على يد جيش ميانمار وميليشيات بوذية. وإذا كان قد تمكن الآلاف من اللاجئين الروهينغا بلوغ الأراضي البنغالية والاحتماء فيها، إلا أن المئات واجهوا الموت في المياه كان آخرها غرق مركبة يوم الاثنين في نهر ناف الحدودي جنوب شرق بنغلاديش ومقتل 23 من ركابها جلهم من الأطفال. ويرتكب جيش ميانمار وميليشيات بوذية منذ 25 أوت الماضي ما اعتبرته الأممالمتحدة تطهير عرقي في حق الروهينغا في إقليم أراكان، غرب البلاد، والذي أدى إلى مقتل قرابة سبعة ألاف شخص وفق منظمة روهينغا أراكان الوطنية. كما دفعت هذه الانتهاكات الواسعة نحو 515 ألف شخص من مسلمي الروهينغا إلى اللجوء إلى بنغلاديش، وفق تقديرات منظمة الأممالمتحدة. الموت غرقا مصير مئات الروهينغا بعد سلسلة من حوادث الغرق التي تعرضت لها قوارب مكتظة محملة بالروهينغا الفارين منذ اندلاع العنف بحقهم، أعلنت شرطة بنغلاديش اليوم الثلاثاء مصرع 23 شخصا آخر جراء انقلاب قاربهم أمس في مياه نهر ناف، موضحة أن أكثر من نصف عدد ضحايا الحادث أطفال. وكانت الشرطة في بنغلاديش عثرت منتصف سبتمبر الماضي على جثث 9 أشخاص من الروهينغا المسلمة إثر انقلاب قاربهم في نهر ناف. وقبلها، أعلنت السلطات البنغالية العثور على 84 جثة في نفس النهر منذ اندلاع أعمال العنف في ميانمار ضد مسلمي الروهينغا في 25 من شهر أوت الماضي. في غضون ذلك، أفادت تقارير بأن هناك حوالي 10 آلاف لاجئ من أقلية الروهينغا الفارين من ميانمار بسبب العنف عبروا الحدود يوم الاثنين إلى بنغلاديش. وأعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في بيان أمس أن من بين الذين وصلوا إلى بنغلاديش كثيرون قالوا أنهم فروا من بوثيدونج في ولاية راكين الشمالية في ميانمار وأنهم يمشون من 12 إلى 14 يوما للوصول إلى الحدود، مشيرة إلى أن السلطات في بنغلاديش أخذت العديد من الوافدين الجدد إلى منطقت كوتوبالونغ وبالوخال على بُعد حوالي 20 كيلومترا، حيث توجد بالفعل مخيمات ومعسكرات للاجئين. وكانت المنظمة الدولية للهجرة ناشدت الدول المانحة توفير تمويل بقيمة 120 مليون دولار من أجل مساعدة أكثر من نصف مليون من لاجئي من الروهينغا ببنغلاديش والذين يعيشون في ظروف صعبة للغاية. وتحدثت المنظمة التي تتولى قيادة فريق التنسيق بين القطاعات بناء على طلب من حكومة بنغلاديش عن أن سرعة وحجم التدفق لهؤلاء اللاجئين الفارين من العنف في ميانمار أدت إلى حالة طوارئ إنسانية حرجة. للإشارة، فقد بدأت منظمة الصحة العالمية يوم الثلاثاء ثاني أكبر حملة من نوعها فى العالم للتطعيم ضد الكوليرا وذلك لحماية الآلاف من لاجئي أقلية الروهينغا بمنطقة كوكس بازار في بنغلاديش. وقالت المنظمة الدولية، في تقرير لها في جنيف أمس إنه تم حشد المئات من المتطوعين وتدريبهم من اجل تنفيذ مهمة تطعيم أكثر من 650 ألف من الرجال والنساء والأطفال وتسليم حوالي 900 الف جرعة من اللقاح الذي يعطى عن طريق الفم وذلك بالمعسكرات والمخيمات المزدحمة باللاجئين في كوكس بازار. ولفتت المنظمة، انه وفقا لتقييم المخاطر الذي أجرته السلطات الوطنية وبدعم من المنظمة و اليونسيف والمنظمة الدولية للهجرة ومنظمة أطباء بلا حدود ، فإن احتمال حدوث الكوليرا هو أمر حقيقي، مما يستدعى ضرورة العمل العاجل. ونوهت المنظمة الدولية إلى أن أكثر من مائتي فريق تطعيم متنقل سوف يشاركون في الحملة في 12 مخيما ومستوطنة، وعلى أن تعقب هذه المرحلة جولة ثانية في وقت لاحق من الشهر الجاري تستهدف 250 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين سنة وخمس سنوات وحيث ستوفر الجرعة الثانية لهم حماية إضافية. توتر شديد على الحدود.. دكا تحذر حكومة رانغون قرابة الشهرين من تدفق الروهينغا دون انقطاع إلى أراضي بنغلاديش وعدم انصياع حكومة ميانمار للدعوات الدولية بضرورة وقف العنف ضد هؤلاء والسماح بعودتهم إلى ديارهم، ولد استياء شديدا لدى السلطات البنغالية التي أتهت سلطات رانغون باختلاق التوتر على الحدود بين البلدين. هذا الاتهام جاء على لسان رئيسة وزراء بنغلاديش الشيخة حسينة التي قالت أيضا يبدو كأنهم يريدون الحرب ، وأشارت إلى أنها طلبت من قوات الأمن البنغالية على الحدود توخي الحذر، وهذا في الوقت الذي أعلن فيه وزير خارجية بنغلاديش، إن بلاده لن تلجأ إلى ما أسماه بالحلول الانتحارية مثل الدخول في حرب ضد ميانمار لحل أزمة الروهينغا المسلمين. وقال الوزير البنغالي أبو الحسن محمود علي أن دكا تريد حلا سلميا قائما على الجهود الدبلوماسية لأزمة الروهينغا. وفي بداية شهر أكتوبر الجاري، دعت لجنتان تابعتان للأمم المتحدة حكومة ميانمار إلى إجراء تحقيقات فورية وفعالة ومحاسبة المتورطين في حالات العنف ضد المسلمات والأطفال الروهينغا هناك. وأعربت لجنة الأممالمتحدة المعنية بالقضاء على التمييز ضد المرأة ولجنة الأممالمتحدة لحقوق الطفل في بيان مشترك عن قلقهما إزاء مصير النساء والأطفال بشكل خاص في ميانمار المتعرضين لانتهاكات حقوق الإنسان بما فيها القتل والاغتصاب والتشريد القسري. ودعا أيضا إلى تمكين بعثة تقصي الحقائق التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة من القيام بعملها والتعاون معها حتى تتمكن من إجراء تحقيقات شاملة ومستقلة. من جهته طالب الاتحاد الأوروبي حكومة ميانمار بإنهاء العنف في حق مسلمي الروهينغا وتسهيل الوصول الكامل للمساعدات الإنسانية لهم. وقالت كاثرين راي، المتحدثة باسم الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد فيديريكا موغيريني، خلال لقاء صحفي، إن أي قرار بتوسيع نطاق العقوبات في حق حكومة ميانمار يجب أن يتخذ من قبل مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي الذي يمثل الدول ال28 الأعضاء بالاتحاد. وأشار راي إلى أن الاتحاد الأوروبي حظر بالفعل الأسلحة في ميانماري وأن هذا الحظر يسري حتى شهر أفريل المقبل.