كل من الزوائد اللحمية وسرطان القولون من الممكن أن تنزف دما. ويعمل هذ الفحص على البحث عن كميات، ولو ضئيلة، من الدم في البراز، أي تلك التي لا يمكن رؤيتها. وتجدر الإشارة هنا إلى أن وجود الدم في البراز لا يعني بالضرورة وجود سرطان، فهو قد يشير أيضا إلى وجود حالات أخرى، منها البواسير. ويذكر أن هناك نوعين من هذا الاختبار تمت الموافقة عليهما من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA وهما اختبار غواياك لتحري الدم في البراز واختبار الكيمياء الهيستولوجية المناعية. ويتم إجراء هذين النوعين من الاختبارات عبر جمع عينات من البراز من قبل المريض وإخضاعها للفحص. وقد أظهرت الدراسات أن الحصول على فحص غواياك كل عام إلى عامين لمن تتراوح أعمارهم ما بين ال50 وال80 عاما يمكن أن يساعد في خفض عدد الوفيات الناجمة عن سرطان القولون بنسبة 15 إلى 33 %. ويذكر أنه إن كان الشخص يحصل فقط على اختبار الدم الخفي في البراز، فإن فرقة الخدمات الوقائية الأمريكية توصي بالحصول عليه سنويا. في هذا الاختبار، يتم فحص المستقيم والقولون السيني باستخدام المنظار السيني، وهو أنبوب مضاء مرن مع عدسة للعرض وأداة لإزالة الأنسجة، إذ يتم إدخال هذه الأداة من خلال فتحة الشرج إلى المستقيم والقولون السيني وكأنه هواء أو ثاني أكسيد الكربون، واللذين يتم ضخهما في القولون لتوسيعه بحيث يمكن للطبيب رؤية بطانة القولون بشكل أكثر وضوحا. خلال التنظير السيني، يمكن إزالة النمو غير الطبيعي في المستقيم والقولون السيني للتحليل. وقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يحصلون على هذا الفحص بشكل منتظم بعد سن ال50 عاما انخفضت نسبة الوفيات بسبب هذا السرطان بينهم بنسبة 60 إلى 70 %. كما وجدت إحدى التجارب السريرية أن الحصول على هذا الفحص لمرة واحدة في سن ما بين ال55 وال64 عاما من العمر يمكن أن يقلل، وبشكل كبير، من احتماليتي الإصابة والوفاة بسبب سرطان القولون. وتوصي فرقة الخدمات الوقائية الأمريكية بالحصول على التنظير السيني كل خمسة أعوام وفحص الدم الخفي في البراز كل ثلاثة أعوام لدى الأشخاص الذين لديهم احتمالية متوسطة للإصابة بهذا السرطان من الذين حصلوا على نتائج سلبية في الاختبار، أي أنه لم يظهر لديهم خلايا سرطانية، تنظير القولون المعياري أو البصري، في هذا الاختبار، يتم فحص المستقيم والقولون بأكمله باستخدام منظار القولون، وهو أنبوب مضاء مرن مع عدسة للعرض وأداة لإزالة الأنسجة. وكما هو الحال في استخدام المنظار السيني، فإنه يتم إدخال منظار القولون من خلال فتحة الشرج إلى المستقيم والقولون وكأنه هواء أو ثاني أكسيد الكربون. وخلال تنظير القولون، يمكن إزالة أي نمو غير الطبيعي في القولون والمستقيم، بما في ذلك النمو الذي يكون في الأجزاء العليا من القولون التي لا يصل إليها التنظير السيني. ويذكر أن الدراسات تشير إلى أن هذا التنظير يقلل من احتمالية الوفاة الناجمة عن هذا السرطان بنسبة 60 إلى 70 %. ويجري حاليا القيام بدراسات إضافية لتقييم مدى فعالية هذا الفحص. ويذكر أن فرقة الخدمات الوقائية الأمريكية توصي بالحصول على تنظير القولون كل عشرة أعوام لدى الأشخاص الذين لديهم احتمالية متوسطة للإصابة بهذا السرطان طالما نتائج الاختبار لديهم سلبية. الاختبارات الأخرى على الرغم من أن معظم فرق الخبراء يوصون عادة بالحصول على اختبار الدم الخفي في البراز ذي الحساسية العالية والتنظير السيني وتنظير القولون والمستقيم وفقا لمعايير اختبارات الكشف عن السرطان المذكور، إلا أن هناك عدة أنواع أخرى من اختبارات، منها ما يلي: - الكولوغارد: هو اختبار يكشف عن كميات ضئيلة من الدم في البراز، وكذلك عن تسعة مؤشرات حيوية من الحمض النووي في الجينات الثلاثة التي تم العثور عليها في سرطان القولون والمستقيم وأورام سرطانية أخرى متقدمة. - تنظير القولون الافتراضي: وهذه الطريقة تسمى بالتصوير الشعاعي الطبقي المحوسب. ويستخدم هذا التنظير معدات خاصة للأشعة السينية (ماسح ضوئي) لإنتاج سلسلة من الصور من القولون والمستقيم من خارج الجسم. ثم يجمع الحاسوب هذه الصور إلى صور مفصّلة يمكن أن تظهر الأورام الحميدة والتشوهات الأخرى. - حقنة الباريوم مزدوجة التباين: وهي طريقة أخرى لتصور القولون من خارج الجسم. ففي هذا الاختبار، يتم أخذ سلسلة من صور الأشعة السينية للقولون بأكمله والمستقيم بعد إعطاء المريض حقنة شرجية تحتوي على محلول الباريوم، والذي يساعد على تحديد القولون والمستقيم على الصور، غير أنه نادرا ما يستخدم للفحص لأنه أقل حساسية من تنظير القولون للكشف عن الأورام الحميدة الصغيرة والسرطانات. ومع ذلك، فإنه يمكن أن يستخدم للأشخاص الذين لا يستطيعون الحصول على منظار القولون المعياري، على سبيل المثال، لأنهم معرضون لمضاعفات معينة.