عرفت نسبة التوافد على شواطئ ولاية بومرداس خلال موسم الاصطياف الفارط ارتفاعا بنسبة 32 بالمائة، ما يعادل أزيد من 3 ملايين مصطاف جديد، ليتجاوز بذلك العدد الإجمالي للمصطافين، لأول مرة، سقف ال13.500 مليون مصطاف، حسبما أفاد به مدير السياحة والصناعة التقليدية. وأوضح الوردي عبيدي لدى عرضه لحصيلة نشاطات القطاع في المجلس التنفيذي للولاية بأن عدد الوافدين على شواطئ الولاية، الذي تضاعف بعدة مرات بعد انقضاء شهر رمضان، تجاوز بكثير ما سجل في نفس الفترة من السنة الماضية التي لم يتعد خلالها ال10 ملايين مصطاف فقط. واستقبلت الشواطئ الكبرى الممتدة على ساحل يقارب طوله ال100 كلم طيلة أيام الأسبوع من فصل الصيف على غرار قورصو وبومرداس ورأس جنات وزموري البحري ودلس وسيدي داود و بودواو البحري، يضيف نفس المدير، العدد الأكبر من المصطافين المذكورين. كما استقطبت الفنادق والمخيمات الصيفية ودور ومخيمات الشباب والمؤسسات التربوية الواقعة على الساحل التي سخرت لغرض الاصطيافي في نفس الفترة أعداد كبيرة أخرى من المصطافين، حسب نفس المصدر، حيث قضوا على مستواها نحو 240 ألف ليلة من بينهم 4000 ليلة شغلها أجانب إضافة إلى مخيمين آخرين في إطار مختلف البرامج التضامنية حيث وصل عددهم إلى ما لا يقل عن12.000 طفل. وأرجع نفس المصدر هذا الإقبال الواسع من المصطافين على 45 شاطئا المسموحة للسباحة عبر الولاية هذا الموسم إلى جملة من العوامل تتمثل أبرزها في الحرارة الشديدة التي ميزت الموسم وملاءمة البحر للسباحة ورفع عدد الشواطئ المسموحة للسباحة وتحسن ظروف الاستقبال والراحة. كما ساهم في هذا التوافد الكبير استثمار الولاية في التهيئة والتحضير حيث خصصت غلاف مالي يزيد عن 74 مليون دج بغرض تهيئة وضمان راحة المصطافين بشواطئ بلديات بودواو البحري وقورصو وبومرداس والثنية وزموري ولقاطة وجنات وسيدي داود ودلس و أعفير إضافة ألي تهيئة 4 شواطئ أخرى و هي أعفير ودلس وسيدي داود و بومرداس على عاتق الميزانية القطاعية. ومن أجل إضفاء جمالية أكبر على هذه الفضاءات وتأمينها لجلب أعداد المصطافين، تم تزويدها بمراكز موجهة للحماية المدنية والدرك الوطني والأمن الوطني بالإضافة إلى تنصيب اللوحات الإشهارية والتوجيهية على مستوى كل شواطئ الولاية واستقطبت واجهة البحر لمدينة بومرداس التي أعيد تهيئتها أكبر عدد من المصطافين بعدما اكتست حلة جديدة نتيجة توحيد واجهات المحلات وإعادة تجهيز الإنارة العمومية وتهيئة الطريق المقابل للمحلات التجارية للراجلين والمساحات الخضراء وغرس أشجار النخيل على طولها وتجهيزها بالكراسي وتوحيد العربات المتنقلة لبيع الشاي والمكسرات إضافة إلى طلاء واجهات العمارات وغيرها. وأكد والي الولاية، عبد الرحمن مدني فواتيح، في تعقيبه بالمناسبة، على ضرورة أخذ كل التدابير الضرورية من أجل تدارك النقائص فيما تعلق بموسم الاصطياف القادم حيث أمر في هذا الصدد القائمين على القطاع لبداية التحضير للموسم القادم مبكرا بداية من شهر جانفي 2018 من خلال وضع ميكانيزمات ومخطط جديد لذلك. وبعدما أوصى الوالي بضرورة العمل على رفع من عدد الشواطئ المسموحة للسباحة تحسبا للموسم القادم، طلب من البلديات الساحلية في هذا الإطار كذلك بضرورة توسيع فكرة التخييم من خلال تحديد من الآن فضاءات مهيأة وتسلم من خلال اتفاقية مشتركة لخواص من أجل تسييرها بشكل جيد. وحث في هذا الإطار كذلك البلديات على حسن تسيير وتثمين شواطئها لتضمن موارد إضافية والحد من استغلال الفضاءات بطرق غير قانونية وتزويد الشواطئ بمرشات عمومية ومراحيض ومياه شرب لائقة وإعادة تهيئة حظائر السيارات وتحديد المساحات المخصصة للتجارة ومنع التخييم العشوائي.