يحج الجزائريون، مع نهاية شهر أكتوبر وبداية نوفمبر وعلى مدار 10 أيام، تقريبا، إلى المعرض الدولي للكتاب المعروف اختصارا ب سيلا ، من أجل اقتناء الكتب والتجوال في أجنحة المعرض في طبعته ال22، وهو ما لاحظته السياسي خلال جولتها الاستطلاعية، إلا ان الزائر لهذا المعرض يصطدم ببعض المشاكل على غرار نقص بعض المرافق العمومية وارتفاع أسعار المقاهي وغيرها من محلات الأكل السريع، وهو ما أثار استياء وتذمر العديد من الزوار خاصة الذين قدموا من مختلف ولايات الوطن. يشهد المعرض الدولي للكتاب، خلال هذه الأيام، إقبالا كبيرا من طرف المواطنين من مختلف الأعمار، ولم يقتصر الإقبال على الفئة المثقفة فقط، بل عمدت الكثير من الأسر الجزائرية على زيارة المعرض رفقة أطفالهم قصد تشجيعهم على القراءة والمطالعة، وهو ما لمسناه خلال جولتنا الاستطلاعية بين أجنحة المعرض، إلا ان ما لاحظناه ونحن نتجول بين ارجاء المعرض عزوف الزوار على اقتناء الكتب ويرجع ذلك، حسبهم، الى ارتفاع الاسعار. ومن جهة اخرى، اشتكى بعض الزوار من نقص بعض المرافق العمومية وغلاء اسعار الخدمات على غرار محلات الاكل وغيرها، وبالرغم من ذلك، تستعد العديد من العائلات لزيارة المعرض رفقة اطفالهم خلال العطلة التي ستمنح لأطفالها والتي ستمتد طيلة أسبوع كامل والتي تزامنت والاحتفال بالذكرى ال63 لاندلاع الثورة المجيدة لزيارة المعرض الدولي للكتاب، وهو اكده العديد من الاولياء لتنمية القراءة الأدبية لدى التلاميذ، باعتبار المعرض أفضل فضاء مفتوح على الثقافات الأدبية المختلفة. وفي ذات السياق، أعربت العديد من الأمهات ان هذا الأخير يعد فرصة لتقريب الكتاب من القارئ من خلال بيع عناوين ذات صلة بمختلف مجالات الحياة لفائدة من تعودوا على قراءة الكتاب، وفي ذات السياق، قالت كريمة التي كانت بصدد اقتناء مجموعة من الكتب لابنها، إن للكتاب دور كبير في حياتنا، وشخصيا أردت ان احضر ابني اليوم لاكتشاف هذا الكم الهائل من الكتب من اجل تشجيعه على المطالعة وحب القراءة . ارتفاع أسعار الأكلات ونقص المرافق.. هاجس العائلات ومن جهة اخرى، عبّر العديد من زوار الصالون الدولي للكتاب في طبعته ال22 عن امتعاضهم لغلاء أسعار بعض الخدمات العمومية بالمعرض ما جعلهم يصفون هؤلاء الباعة بالتجار الانتهازيين وهو ما اعربت عنه سميرة قائلة ان العديد من الباعة استغلوا فرصة إقبال المواطنين لزيارة المعرض لرفع اسعار الاكلات بهدف الربح السريع ، وفي ظل هذا الواقع، جعل البعض الآخر من الزوار من المساحات الخضراء المحاذية للمعرض مكانا لقضاء الوقت والاسترخاء وكذا الأكل، خاصة وأن الطقس هذه الأيام جميل، فبمجرد الانتهاء من الاطلاع على ما يوفره المعرض من كتب في مختلف المجالات، يحملون رحالهم باتجاه مكان مناسب يستمتعون فيه بالمناظر الجميلة، وفي الوقت الذي يتوافد فيه العديد من الزوار على محلات الأكل المتوفرة بالمكان، تفضّل عائلات أخرى، خاصة عديدة الأفراد، جلب مأكولاتها ومشروباتها معها بسبب الغلاء التي تعرفه أسعار السندويتشات ، حيث تجلس على العشب الطبيعي مستمتعة بالطقس لتتجمع في هذه الأماكن، فتنظيمه يعتبر فرصة لكل عائلة من أجل قضاء الوقت، اقتربنا من السيدة سعاد القادمة من ولاية بومرداس رفقة أبنائها وسألناها عن سبب مجيئها رغم بُعد المسافة، فردت قائلة: إنها فرصة لا تعوض لأطلع على كل ما هو جديد في عالم الكتب والروايات، خاصة مع حبي للمطالعة، كما أغتنم هذه التظاهرة لإخراج الأطفال للتنزه قليلا وأعودهم على حب المطالعة والقراءة التي تعتبر غذاء العقل، وبما أن المعرض يوفر لنا ما نريده، فأنا أحرص دائما زيارة المعرض رفقة الأبناء، وبعد أن تجولنا بمختلف أجنحته واشترينا ما نريده، أردنا الاستراحة بعض الشيء، فهذا المكان جميل ومريح بالنسبة لنا، حيث تناولنا الغداء فيه والأطفال، كما ترون، يلعبون ويمرحون ، مضيفة أن طبعة هذه السنة لم تختلف كثيرا عن السنة الماضية سوى في بعض الإصدارات.