انتقدت النقابة الوطنية لعمال التربية والتكوين أسانتيو تصريحات وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، التي ربطت من خلالها ضعف مستوى التلاميذ بضعف مستوى الأساتذة، متهمين إياها بالهروب من الكشف عن الأسباب الحقيقية وراء ضعف مستوى التحصيل لدى التلاميذ وضعف مستواهم من خلال إلقاء التهم جزافا على الأساتذة. وفي هذا السياق، أشارت النقابة إلى أن فشل الإصلاحات التربوية هي المتسبب الفعلى في تدهور المستوى التعليمي داخل المدرسة العمومية في الجزائر، موضحة أن انكشاف أخطاء المراهنين على سراب إصلاحات المنظومة التربوية يتم اليوم إلقاء المسؤولية على الأستاذ، مشيرة إلى الميزانية الضخمة التي تصرف على هذه الإصلاحات وعلى تكوين ارتجالي ليس في المستوى، فيما أضافت النقابة، أن الإجراءات التي اتخذت سنة 2003 لم تكن إصلاحا وإنما تغييرا انطلق من إلغاء الأمرية لسنة 76 وانتهى بالتخلي عن التكوين الأولي للأساتذة بغلق المعاهد التكنولوجية لتربية منذ سنة 1997، والذي اعتبرته تجاوزا واضحا وصريحا، وأضافت النقابة تحت لسان الأمين الوطني المكلف بالتنظيم، قويدر يحيايوي، أن من أسباب فشل المنظومة التعليمية، عدم استجابة المسؤولين لمطالب الشركاء الاجتماعيين لتأسيس إصلاح حقيقي وبناء منظومة تربوية تراعي المقومات الحضارية، مشيرا إلى أن عجز وزارتي التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي في ضبط احتياجات قطاع التربية من الأساتذة قصد تسطير برنامج تكويني خاص على المدى البعيد يتعلق بتكوين أساتذة يتوجهون إلى التدريس مباشرة بعد تكوينهم تكويننا متخصصا، ونتيجة لسوء التخطيط وغياب الدراسة الاستشرافية التي نتج عنها هذا العجز تم اللجوء للتوظيف المباشر الذي كان من الواجب اللجوء إليه في الحالات الاستثنائية فقط، فأصبح هذا النمط في التوظيف هو الأصل لدى وزارة التربية الوطنية. كما تطرقت النقابة إلى سبب آخر لفشل المنظومة التعليمية تعلق بإصلاحات الجيل الثاني التي تمت بكل سرية وتكتم في ظل إقصاء كل الفاعلين بقطاع التربية والذي بقي كغيره من الإصلاحات خارج قاعات الدرس وتسبب في جعل الأستاذ يعاني الأمرين منذ سنة ال2003 من برامج ومفاهيم جديدة، كما يعاني التلميذ من الضغوطات، كل هذه الإصلاحات لم تلامس المشاكل الحقيقية للبرامج والمناهج، لم تستجب لتطلعات المدرسة العمومية الجزائرية المبنية على ثوابت الأمة. وأشارت النقابة إلى القرارات الارتجالية الصادرة كل مرة عن وزارة التربية الوطنية التي عمقت مشاكل قطاع التربية، فيما أشارت إلى عدم تكوين المكونين من مفتشي مواد وأساتذة مكوّنين في طرق التدريس الحديثة الخاصة بمناهج وبرامج إصلاحات الجيل الثاني تكوينا كافيا وقبل تطبيق الإصلاحات، ليتسنى لهم تكوين الأساتذة تكوينا جيدا أعاق عمليات الإصلاح والسير الحسن للعملية التربوية واثر على مستوى التلاميذ مباشرة. وأرجعت أيضا أسباب ضعف تحصيل التلاميذ الاكتظاظ داخل الأقسام في كل الأطوار نظام الدوامين في التعليم الابتدائي، والقسم الموحد في المناطق الريفية والنائية، غياب أساتذة اللغات وبالخصوص الفرنسية وتلاميذ لا يدرسون هذه المادة بانتظام إلا في نهاية مرحلة التعليم الابتدائي في المناطق الداخلية والجنوبية، كثافة البرامج الدراسية مقارنة بالحجم الساعي المخصص للتدريس، أقسام دوارة في التعليم المتوسط والثانوي في غياب الهياكل والمنشآت، النقص في التأطير التربوي والإداري إلى غاية اليوم وبعد فصل كامل من السنة الدراسية وغياب الكتاب المدرسي عند كل دخول مدرسي، شبه الصعود التلقائي بسبب تنظيم وزارة التربية للامتحانات الاستدراكية وبالخصوص في الابتدائي والمتوسط هذه الامتحانات جعلت التلاميذ محدودي المستوى لا يملكون أدنى مؤهلات القراءة والكتابة يجدون أنفسهم كل مرة في القسم الأعلى رغم محدودية مستواهم وأيضا التفرقة بين أطوار التعليم، التعليم الابتدائي رغم أهميته واعتباره العمود الفقري لكل المنظومة التربوية نجده في آخر اهتمامات الوزارة وعدم الاهتمام بالطور الابتدائي من كل الجوانب ينعكس سلبا على باقي الأطوار نظرا لتكامل الحاصل بينهم في جانب تحصيل التلاميذ.