وصفت الجزائر على لسان وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل إعلان الولاياتالمتحدةالأمريكية اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل بالمؤسف والخطير في ظل الظرف الإقليمي المضطرب الذي تمر به المنطقة و الذي من شأنه أن يدفع نحو انفجار جديد للأوضاع ،داعية في السياق للتصدي بقوة لهذا القرار . وقال مساهل في كلمة له خلال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية في دورته غير العادية امس الاول، في الوقت الذي كانت فيه أنظارنا جميعا مترقبة لما يمكن أن تطرحه الإدارة الأمريكية من مبادرة جديدة لإحياء عملية السلام في المنطقة، يصدر عنها هذا القرار، مستهينة بتداعياته المباشرة على السلم والأمن في المنطقة وفي العالم بأسره وفي انحياز واضح للممارسات الإسرائيلية وسياساتها الاستيطانية وعدوان على الشعب الفلسطيني من أجل فرض سياسة الأمر الواقع. واضاف ان هذا الوضع الدقيق يحتم علينا التأكيد على أن القضية الفلسطينية ، قضيتنا الجو هرية والعمل بجد للتصدي بقوة لهذا القرار ودعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته كاملة تجاه الشعب الفلسطيني لإنهاء الغبن التاريخي الذي وقع عليه منذ اغتصاب أرضه وتاريخه ومقدساته، ودعوة الولاياتالمتحدةالأمريكية للتراجع عن قرارها والالتزام بالحياد الضروري الذي يقتضيه دورها ومسؤوليتها في رعاية عملية السلام في المنطقة. وقال إن اتخاذ مثل هذا القرار الخطير في ظل الظرف الإقليمي المضطرب الذي تمر به المنطقة من شأنه أن يدفع نحو انفجار جديد للأوضاع لن يكون المجتمع الدولي في منأى عنه بل سيفتح الباب على موجة جديدة من التوترات التي لن تزيد الوضع إلا تعقيدا وتنعكس بشكل سلبي على السلم والأمن الدوليين. و اكد انه امام هذا الوضع المقلق تجدد الجزائر التذكير بأن التحديات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة العربية مردها إلى فشل المجتمع الدولي في إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وإيجاد حل عادل شامل ونهائي بل إن تنكره لاستحقاقات تسوية هذا الصراع رغم كل الجهود والمبادرات التي قدمها الجانب العربي أدت إلى فشل مساعي إحياء السلام ووضع المنطقة مرة أخرى على شفا مرحلة جديدة ستكون تداعياتها وخيمة على الجميع. و قال إن الجزائر تجدد موقفها الثابت الداعم لحق الشعب الفلسطيني في نضاله الباسل وحقه المشروع لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود 1967 طبقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. إن المواقف الدولية حيال ذا القرار- كما قال مساهل - تؤكد مرة أخرى أن على المجموعة العربية العمل بشكل سريع وعاجل وبحث جميع السبل الممكنة لهيكلة هذا الرفض الدولي في خدمة جهود استعادة الحقوق الفلسطينية وخاصة من خلال الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي وباقي المنظمات الدولية والجهوية لدفعها نحو تحّمل مسؤولياتها التاريخية والقانونية والأخلاقية تجاه معاناة الشعب الفلسطيني. كما يحتم علينا الظرف الدقيق الذي تمر به قضيتنا المركزية استعادة التضامن العربي والإسلامي الذي أصبح ضرورة ملحة تفرض علينا العمل على تجاوز كل الخلافات والصراعات الفرعية من أجل ضمان الانسجام والتوافق الضروري لنصرة القضايا المركزية لعالمينا العربي والإسلامي وعلى رأسها القضية الفلسطنية. وذكر وزير الشؤون الخارجية أن نجاح أي جهد للتصدي لهذه التحديات الخطيرة التي تواجها القضية الفلسطينية مرهون باستمرار صمود الشعب الفلسطيني الشقيق وقدرته على استعادة وحدته وانسجامه من خلال تجسيد فعلي وسريع للمصالحة الفلسطينية وتجاوز كل الخلافات الجانبية بين الأشقاء الفلسطينيين ورص الصفوف في سبيل قضيتهم العادلة.