يستقطب معرض الإنتاج الجزائري أعدادا متزايدة من الزوار، للاطلاع على آخر الابتكارات والمنتجات التي توصلت إليها الصناعة المحلية في مختلف المجالات، فضلا عن سعيهم للاستفادة من تنزيلات نهاية العام، خصوصا في أجنحة الصناعات الإلكترونية والكهرومنزلية والتأثيث. وتتزامن فعاليات هذا المعرض مع العطلة المدرسية والجامعية الشتوية، فرصة تسمح للكثيرين بزيارته واغتنام التخفيضات المطبقة على تشكيلة واسعة من المنتجات من خلال الجناح المخصص للبيع المباشر للجمهور. وقد شهد قصر المعارض خلال عطلة نهاية الاسبوع الماضي تدفق أزيد من 25 ألف زائر، حسب الأرقام الأولية للشركة الجزائرية للمعارض والتصدير (سافكس) والتي تتوقع أن يصل عددهم الى ما يقارب ال150 ألف زائر مع اختتام التظاهرة. وقد استأثر جناح الوئام المدني ، (المبنى المركزي)، بنسبة كبيرة من الزوار سواء من المهنيين او من الزوار العاديين حيث تعرض نحو 10 مؤسسات ناشطة في قطاع الصناعات الإلكترونية والكهرومنزلية منتجاتها بمعدل 15 منتوج جديد مقارنة بطبعة العام الماضي. المناسبة هي ايضا فرصة للشركات الناشطة في قطاع الصناعات الإلكترونية والكهرومنزلية والكهربائية العارضة لتنشيط لقاءات تحسيسية على مستوى اجنحة العرض للتحسيس بمخاطر المنتجات المقلدة خصوصا المدفئات الغازية ومسخنات الماء التي يزداد عليها الطلب خلال هذه الفترة. في هذا الصدد، قال مسؤول التسويق في شركة عمومية لإنتاج التجهيزات الكهرومنزلية، أن شركات هذه الشعبة الصناعية تسجل طلبا متزايدا على منتجات التسخين (مدفئاتي سخانات الماء) خلال هذه الفترة ونعمل حاليا على إبراز وشرح التقنيات التي اعتمدناها في منتجاتنا، لكي نجنب الزبون الوقوع في فخ المنتجات المقلدة أو تلك غير المطابقة للمعايير . وتابع متعامل آخر ممثل شركة خاصة ناشطة في نفس الشعبة الصناعية يقول أن السوق ما تزال تحتوي على مخزونات كبيرة من المنتجات غير المطابقة تم استيرادها خلال سنتي 2013 و2014 من علامات عديدة وهي منتجات قاتلة خصوصا نلك التي تشتغل بالغاز والمطلوب منا كمنتجين محليين المساهمة في مساعي التحسيس التي تباشرها السلطات العمومية . وعلى صعيد مشاريع التطوير والابتكار، فقد ركّز ممثلو الشركات العارضة على إبراز مستويات الاندماج في الصناعة المحلية حيث كانت العديد من الأجنحة محط زيارات موجهة لطلاب الجامعات والمعاهد العليا المتخصصة في الشعب التقنية حيث يتلقون مختلف الشروحات حول مسارات الإنتاج من المادة الأولية الى غاية تعبئة وتغليف المنتوج وذلك عبر عروض فيديو مدعمة بشرح تفاصيل كل مرحلة. وحسب أغلب العارضين، فإن نسبة الاندماج الصناعي في شعبة الصناعات الإلكترونية والكهرومنزلية تصل الى 60 بالمائة (شاشات التلفزيون المسطحة عالية الوضوح والهواتف النقالة) وما بين 70 الى من 90 بالمائة بالنسبة لتشكيلة واسعة من المنتجات الكهرومنزلية خصوصا تجهيزات التبريد و الطباخات و سخانات الماء والأفران الكهربائية...). وفي الجناح المركزي ايضا، تشهد أجنحة البنوك والمؤسسات المالية المشاركة في الصالون الوطني للمالية إكسبو فينونس إقبالا متزايدا للزوار وخصوصا من طرف المهنيين والتجار وأصحاب المهن الحرة للاستفسار عن المنتوجات البنكية الإسلامية وطرق الاستفادة منها. كما أن القروض الاستهلاكية في إطار الصيرفة الإسلامية كانت ايضا محل استفسارات وانشغالات الكثيرين. 18 شركة صناعية عسكرية في الموعد 18 شركة صناعية عسكرية تابعة لمديريات الصناعات العسكرية والعتاد والمنشآت العسكرية فضلا عن قيادتي القوات البحرية والجوية كانت في هذا الموعد، وتختص هذه المؤسسات في مجالات، حسبما صرح به مسؤول في مديرية الاتصال للجيش الوطني الشعبي، في قطاعات حيوية عديدة أبرزها الصناعات الميكانيكية (السيارات والعربات الصناعية)، صناعة قطع الغيار وبناء وإصلاح السفن، تجديد عتاد الطيران والإلكترونيات والصناعات النسيجية. وحسب ذات المسؤول، فإن جناح الصناعات العسكرية في المعرض سخر فرق متخصصة من الكوادر العسكرية لشرح مسارات الإنتاج المتبعة مع إبراز الخصائص التقنية لكل منتوج ونسبة الاندماج الصناعي فيه. من جانبه، أوضح الرائد بن زيان مختاري، مسؤول الجودة والنوعية بمخبر الهندسة والتطوير للميكانيك والإلكترونيك التابع للمديرية المركزية للعتاد، أن هذه المنشأة الأولى في إفريقيا متخصصة في المعايرة والقياس من شأنها أن توفر للدولة نفقات كبيرة كانت تستنزف للتصديق على المنتجات في الخارج. وحسب ذات المسؤول، فإن هذا المخبر أكسب الجزائر سمعة دولية على صعيد احترام مقاييس المطابقة كما أنه يسهل من عمليات ولوج المنتجات الجزائرية الى الاسواق الاكثر صرامة من حيث مدى الالتزام بمقاييس الجودة والنوعية. وبخصوص الصناعات النسيجية العسكرية، فقد شهدت وثبة قوية منذ 2012، حسب ممثل الجناح، الذي يضم مختلف المنتجات الموجهة لأفراد الجيش الوطني الشعبي حيث تصل نسبة الاندماج الصناعي فيه الى 100 بالمائة، إذا ما استثنينا القطن، المادة الاولية المستخدمة. ضغط كبير واستفسارات عن القروض الاستهلاكية وبخصوص جناح الشركات المحلية لتركيب السيارات، فقد يشهد ضغط كبير من طرف الزوار للاطلاع على منتجات الوكلاء التسعة الذين يعرضون نماذج مركبة محليا لكن هذه المرة دون فتح فضاءات للبيع لتفادي الفوضى التي من الممكن ان تنجر عنها هذه العملية، حسب المنظمين. لكن عدد من الزوار تأسفوا عن ارتفاع اسعارها مقارنة بأسعار نفس النماذج التي كانت تستورد سابقا. في هذا الصدد، قال (كريم. ب)، إطار متقاعد: كنا ننتظر أن تكون اسعار النماذج المركبة محليا سهلة المنال وبأقل الاسعار لكن العكس هو الحاصل. يجب تقديم الطلبية ودفع أكثر وانتظار آجال قد تتراوح ما بين 3 الى 4 أشهر . أما (سعاد. ك)، موظفة، فقد اكدت أنها اقتنت نفس السيارة من نفس الوكيل في سنة 2015 بسعر اقل ب50 بالمائة من السعر المعتمد اليوم: هذا الوضع لا يمكن ان يحفز على الشراء . كما انصبت اغلب انشغالات واستفسارات الزوار حول إمكانية الشراء عن طريق القرض الاستهلاكي. في هذا الصدد، اوضح ممثلو الشركات العارضة أن العمل بالقرض الاستهلاكي ما يزال ساريا، المطلوب فقط تقديم الطلب على مستوى قاعات عرض الوكلاء وإتمام العملية على مستوى البنوك.