سجل تراجع محسوس في حالات الإصابة بداء الحمى المالطية (البريسيلوز) لدى الإنسان، تقابله مقاومة بالنسبة لتلك الحالات المتعلقة بالليشمانيا الجلدية بولاية غرداية مقارنة مع السنوات الفارطة، حسب حصيلة لسنة 2017 نشرتها مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات. وبلغت في ذات السنة عدد حالات داء البريسيلوز لدى الإنسان 213 حالة مقابل 1.547 حالة في 2016، وهو مرض حيواني المصدر ناجم عن الاتصال المباشر بالحيوان واستهلاك الحليب الطازج أو مشتقاته المصنوعة من هذه المادة لاسيما ما يعرف ب الكماريا وهو جبن تقليدي معروف بالمنطقة. ويرجع هذا الإنخفاض في حالات الإصابة بهذا الداء إلى تعزيز وسائل وآليات المراقبة وتشخيص الأمراض الحيوانية من طرف المصالح البيطرية بالولاية، حسبما أوضح مدير القطاع، عامر بن عيسى. وأضاف في السياق ذاته، أن نجاح مكافحة هذا الداء يأتي نتيجة تعزيز ودعم التعاون بين الأطباء والبياطرة من جهة، واحترام التعليمات الصحية الدولية من جهة أخرى. ومن أجل التحكم في هذا الداء، كان من الضروري وكأولوية تلقيح الثروة الحيوانية التي تعد الناقل المحتمل له، مثلما ذكر من جهته، إسحاق كتيلة، طبيب بيطري بمديرية المصالح الفلاحية بغرداية. كما ساهم منع بيع واستهلاك الحليب الطازج غير المبستر ومشتقاته لاسيما جبن الكماريا واسعة الاستهلاك محليا بالإضافة إلى مضاعفة عمليات مراقبة النظافة الصحية لقطعان الماشية بالإسطبلات في انخفاض حالات الإصابة بهذا الداء، حسبما أشار إليه ذات الإطار الطبي. ودعمت هذه الإجراءات الصحية التي سمحت بتأمين الثروة الحيوانية وإنتاج الألبان والحد بشكل محسوس من حالات الإصابة بهذا المرض بتعويضات من طرف الدولة فيما تعلق بذبح الحيوانات المصابة وكذا بحملات تحسيسية لفائدة المربين والسكان. تسجيل 62 حالة للحمى المالطية سنة 2017 وقامت المصالح البيطرية التابعة لمديرية الفلاحة خلال السنة المنقضية بتشخيص 62 حالة لداء الحمى المالطية لدى رؤوس الأبقار و41 أخرى لدى الماعز وذلك عبر حوالي 20 بؤرة بمناطق غرداية وضاية بن ضحوة والقرارة وبريان والمنيعة ومتليلي مقابل 174 حالة بريسيلوز لدى الأبقار وحوالي 50 إصابة في قطعان الماعز خلال السنة التي سبقتها، كما جرى التذكير به. الإصابة بالليشمانيا الجلدية في حالة مقاومة تسجل حالات داء الليشمانيا الجلدية، وهو مرض طفيلي يتسبب في نقله حشرة الرمل التي شخصت بولاية غرداية، مقاومة خلال السنة الفارطة والتي سجل بها 323 حالة، مقابل 385 حالة مماثلة في 2016، حسب شروحات ذات الحصيلة. وتتوزع تلك الحالات التي تتعلق إجمالا بالوضعية الوبائية خلال الخمس سنوات الأخيرة على منطقة القرارة (185 حالة) وغرداية ( 52 وبريان (30) ومتليلي (25) وهي المناطق الأكثر تضررا، كما أبرز مدير الصحة والسكان بغرداية. ولا تزال حالات الإصابة بهذا الداء الجلدي تسجل مقاومة بالولاية بالرغم من وضع جهاز لمكافحة ناقلي الأمراض الذي يهدف إلى القضاء على بؤر الحشرات والعوامل المحتملة لنشر ناقلات الأمراض الوبائية وإنجاز شبكات الصرف الصحي ومحطات التصفية بهذه المناطق، مثلما أوضح مدير القطاع. وتشكل هذه الأمراض مشكلا عويصا بالنسبة للصحة العمومية وعبئا ثقيلا على الجماعات المحلية لما تتسبب فيه من غيابات في قطاعات النشاطات الإقتصادية، وما تتطلبه من تكاليف في التكفل بالمرضى من طرف المصالح الصحية، إستنادا إلى المسؤول ذاته. وتظل هذه الأمراض في انتشار مستمر نظرا لنقص شروط النظافة في الإطار الحياتي والتوسع الحضري الفوضوي الذي يعد عاملا خطيرا لاسيما بمنطقة وادي ميزاب، بالإضافة إلى الإنتشار الكبير للنشاط الغير شرعي لبيع المنتجات الاستهلاكية دون مراقبة من طرف المصالح العمومية. وتبقى توعية المواطنين بأهمية استهلاك المنتجات الخاضعة للرقابة وغلي الحليب في جميع الحالات وكذا مكافحة تدهور المحيط، الوسائل الوحيدة للقضاء على تلك الأمراض في ظل عدم توفر اللقاح، كما خلص إليه المسؤول الولائي لقطاع الصحة.