افتتح بمتحف الفن الحديث والمعاصر بوهران معرض جماعي لفنانات رسامات تحت شعار لمسات نسوية ، حيث تلتقي فيه لغة الألوان في حوار نسائي ممتع يسترعي اهتمام الزوار. وتعتبر هذه التظاهرة التي تشارك فيها 35 رسامة من مختلف ولايات غرب الوطن أول تجمع لإبداعات النساء في الفن البصري على مستوى الوطن، على حد تعبير منسقة هذا المعرض المنظم من قبل المتحف الوطني العمومي أحمد زبانة بوهران. وتزدان جدران أروقة المتحف ب96 لوحة لرسامات تخرجن من مدراس الفنون الجميلة وأستاذات من مؤسسات جامعية وماكثات في البيت وعصاميات فضلا عن حضور كوكبة من الرسامات يعتبرن رواد الفن التشكيلي بوهران، كما أضافت الفنانة الرسامة، فائزة طهراوي. كما يتم عرض إبداعات طالبات من جامعات مختلفة واللائي لم تسمح الفرصة لهن من قبل لتقديم أعمالهن والتي تعكس مدى شغفهن بالرسم وكذا إبراز طاقاتهن الفنية ومدى قدرتهن على اقتفاء آثار أعمدة الفن التشكيلي في الجزائر، وفق ذات المنسقة. وتعبر جل أعمال المشاركات لمساتهن الفنية التي تختلف من فنانة إلى أخرى ومن لوحة إلى أخرى عن طموحاتهن وآمالهن في الإرتقاء بالفن التشكيلي الجزائري وفي نقل أحاسيسهن بعفوية، حسب المنظمين. وتتناول اللوحات الفنية المستمدة أساليبها الفنية من الانطباعية والتجريدية والسريالية ومن الخط العربي والمنمنمات والنحت عدة مواضيع اجتماعية تصور عادات وتقاليد المجتمع والأحياء العتيقة وتعبر عن قضايا إنسانية وتنقل صور عن معاناة الشعوب والتضامن مع القضية الفلسطينية. كما يظهر جليا من خلال أعمالهن المعروضة مدى تفننهن في الألوان التي تشد انتباه المشاهد مع استخدام بعض التقنيات الحديثة على غرار اعتماد القماش في تلبيس النماذج المرسومة داخل إطار اللوحة تختزل تفاصيل الحياة اليومية للأشخاص. ويشكل هذا المعرض الذي يتواصل إلى غاية 2 أفريل القادم فضاء للتبادل والاحتكاك بين الرسامات الشباب والقدماء اللائي يعرضن بالمناسبة عصارة تجاربهن الفنية، حسب ما ذكرته مديرة متحف أحمد زبانة ، بشرى صالحي، مبرزة في ذات السياق أن هذه التظاهرة تعد أول مبادرة احتضنها متحف الفن الحديث والمعاصر بوهران منذ تدشينه خلال السنة الماضية. وتم بالمناسبة، تكريم كل من ليلى فرحات وكسكوسة مليكة وبن عبو فاطمة وصغير ملوكة وعوف مولخلفة اللائي يعتبرن أعمدة الفن التشكيلي بوهران وذلك نظير عطائهن المتواصل من أجل ترقية الفن التشكيلي الجزائري وتنشيط المشهد الثقافي من خلال مشاركتهن في المعارض المقامة بين الفينة والأخرى بوهران. وتم برمجة زيارة للمعرض لفائدة تلاميذ المدارس وورشات للخط والرسم وكذا تقديم محاضرتين حول موضوعي قراءة في العمل الفني للرسام الراحل محمد خدة و طلبة مدرسة الفنون الجميلة بوهران خلال سنوات السبعينيات .