أطلق رئيس مجلس الشورى لحركة النهضة، محمد الهادي عثامنية، مبادرة لجمع شتات الحركة التي تواجه خطر التصفية والزوال، بسبب ممارسات الأمين العام، محمد ذويبي، الذي يتهمه بعض كوادر الحزب بتصفية الحركة، بسبب قراراته الانفرادية، ووقوفه ضد مشروع الوحدة مع حركة مجتمع السلم. وحمّل رئيس مجلس الشورى، الأمين العام للحزب مسؤولية الوضع الذي آل اليه الحزب بسبب تعطيل تشكيل لجنة تحضير المؤتمر والاستقرار بالقرار داخل الحركة، بعدما كانت حركة النهضة احد الأرقام الفاعلة في الساحة السياسية، وخزان لكوادر التيار الإسلامي، تحولت في الفترة الأخيرة إلى قوقعة فارغة بعد استقالة الكثير من الإطارات من بينهم 3 من أعضاء المكتب الوطني، وانسحاب بعض الكوادر الذين حمّلوا الأمين العام الحالي، محمد ذويبي، مسؤولية الوضع الذي أضحى يهدد موقعها في الساحة السياسية خاصة بعد تراجعها في الانتخابات الأخيرة. هذا الوضع دفع برئيس المجلس الشورى، محمد الهادي عثامنية، إلى توجيه رسالة إلى أعضاء المجلس الشورى، منها لإنقاذ الحركة من التصفية. وقال عثامنية في تصريح لtsa، موقع عربي، أمس أن الرسالة داخلية موجهة لأعضاء مجلس الشورى لإشعارهم بخطورة الوضع، وأكد بأن الحركة تعيش أزمة حقيقية تستوجب التحرك جماعيا لإنقاذها، وأضاف قائلا الرسالة هي بمثابة مبادرة لإيجاد حل ينقذ الحركة من الوضع الذي تعيشه، هي الآن معطلة . ونفى عثامنية الإشاعات التي تحدثت عن تقديم استقالته من منصبه وأكد بأنه سيواصل قيادة المجلس باعتباره أعلى هيأة قيادية بين مؤتمرين، وأوضح بأنه تلقى ردود إيجابية من بعض الإطارات التي أبدت رغبتها في المساهمة لإنقاذ النهضة من خطر الانهيار والزوال. واعتبر عثامنية بأن هياكل الحركة أصبحت غير موجودة بسبب غياب المكتب الوطني الذي تحول إلى أداة في يد الأمين العام. وقال في رسالته انه قدّم تقريرا بتجاوزات الأمين العام للحركة في حق أعلى هيئة في الحركة والتمرد على قراراتها وانتهاك القانون الأساسي والنظام الداخلي لها. وقال بأن الأمين العام استمر في انتهاك قرارات مجلس الشورى الوطني لا سيما ما جاء في دورته الأخيرة، من خلال تحويل اللجنة المسيرة التي تم تعيينها إلى مكتب وطني. ورفض التعاطي مع رئيس المجلس الشورى، وذلك بقصد تعطيل انعقاد دورة المجلس وتعطيل تشكيل لجنة تحضير المؤتمر. واتهم رئيس مجلس الشورى، الأمين العام للحركة، محمد ذويبي، بقيادة تمردا ضد مؤسسات الحركة، ودعا بعض المجالس الشورية الولائية لرفض قرارات المجلس، وهي تصرفات عطلت المكتب الوطني ودفعته للجمود والركود ما أدى إلى استقالة ثلثي أعضاءه لتستمر دون مكتب إلى اليوم. كما جاء في الرسالة، مشيرا إلى أن ممارسات الأمين العام أدت إلى تصفية النهضة، بعدما تعمد إفشالها في الانتخابات المحلية، وهو ما زاد الوضع من تأزيم الوضع الداخلي للحركة. وقال عثامنية، بأنه لن يسمح للمجلس الشورى، ان يتحول إلى أداة في يد الأمين العام والذي هو بصدد تصفية الحركة وإدخالها في دائرة الأحزاب المجهرية، متمهما الأمين العام الحالي بإفشال مبادرة الاندماج بين النهضة وحركة مجتمع السلم.