غيابات بالجملة في الأقسام النهائية مع اقتراب موعد الباك تعيش أغلب الثانويات عبر الوطن مع بداية العد العكسي لامتحانات نهاية السنة وامتحان البكالوريا حالة من التسيب نتيجة لتصاعد نسبة غياب التلاميذ بشكل لافت للانتباه تصنف في خانة غير المبررة، حيث تفضل نسبة كبيرة من التلاميذ خاصة المعيدين مقاطعة مقاعد الدراسة وتفضيل الدروس الخصوصية للتحضير لامتحان البكالوريا ورغم الإجراءات التي أقرتها الوزارة للحد من ظاهرة الغيابات، إلا أن هذه الأخيرة في منحي تصاعدي. لم يتبق سوى شهرين كأقصى تفصلنا عن موعد امتحانات شهادة الباكالوريا، حيث دخل التلاميذ في سباق مع الزمن لمراجعة الدروس لاجتياز هذا الامتحان المصيري الصعب، لضمان مكان في الجامعة، وبضغط وفعالية أكبر، يختار الكثير من هؤلاء التلاميذ تحضير أنفسهم في أجواء مريحة بعيدة عن كل الضغوطات والتوترات التي من شأنها التشويش على أفكارهم وتركيزهم، حيث قرر العديد منهم مقاطعة الدروس بالثانويات وتخصيص معظم الأوقات بين الدروس الخصوصية والمراجعة الفردية، هذه الحقيقة التي اكدها العديد من أولياء التلاميذ والأساتذة مشيرين إلى ارتفاع في نسبة غياب التلاميذ خاصة على مستوى الأقسام النهائية بشكل مقلق ومقاطعة بعض الدروس وهم مقبلون على اجتياز امتحان البكالوريا وأصبح حضور التلاميذ رمزيّا في أفواج الثانوية التي يزاولون بها دراستهم لاعتقاد التلاميذ أن أيام الامتحان الفعلي لشهادة البكالوريا هي التي تحتاج إلى اهتمامهم وعنايتهم، كما أن اهتمام تلاميذ الأقسام النهائية عادة ما يكون منصبّا على دراسة المواد الأساسية وإهمال بقية المواد التي يرون أنها ثانوية والتفرغ إلى الدروس الخصوصية من أجل تكثيف الدراسة في المواد الأساسية، إلى جانب عدم انضباط تلاميذ الثانويات ومقاطعتهم للدروس قبل أن تغلق المؤسسات التربوية أبوابها. وفي هذا السياق، أوضح الناشط التربوي، كمال نوراي، في تصريح ل السياسي ، أنه وككل سنة يتم ملاحظة ظاهرة مقاطعة التلاميذ للدروس على مستوى الثانويات خاصة للمعيدين منهم، مرجعا الأمر إلى عدم تطبيق نصوص التخلي والسماح للراسبين في امتحان الشهادة بالإعادة في السنة الموالية، مضيفا أنه وخلال هذه السنة وزارة التربية قررت بعدم السماح للراسبين التسجيل في الثانويات كمتمدرسين مهما كان السبب وبالتالي لهم التسجيل في الامتحان كأحرار، مثمنا هذا القرار للقضاء على ظاهرة المقاطعة خلال هذا الفصل. في ذات السياق، أضاف نوراي، أن التلميذ بمقاطعته للدروس والالتحاق بالثانوية يعتبر غائب وعلى إدارة الثانوية تطبيق قرار مواظبة التلاميذ الذي يستدعي إرسال إلى الأولياء إشعارين واعذار ثم تشطيب من القوائم الاسمية بالثانوية في حالة عدم الرد عليه، مشيرا إلى أن العملية قد تستغرق مدة شهر أي المراسلات وبالتالي التلاميذ يفضلون الدروس الخصوصية لأنها في رأيهم أحسن وأفضل مما يقدمه الأستاذ في بعض الثانويات. وعن توقيف العمل بالبطاقة التركيبية التي يسجل من خلالها حضور والتزام التلميذ داخل القسم، أوضح الناشط التربوي، أن توقيف العمل بهذه الأخيرة أفضل لان امتحان البكالوريا ليس بحضور المترشح وإنما بما يجيب عليه من أسئلة أثناء الامتحان، مشيرا إلى بعض التجاوزات على مستوى هذه الأخيرة قبل توقيفها على سبيل المثال، أن المترشح في السباق لا يحضر وفي البطاقة مسجل انه حاضر وهو ما يعتبر غير عادل بين المترحشين، مضيفا أن إلغاء العمل بها هو إعطاء مصداقية لامتحان البكالوريا، وضمان العدل والمساواة بين المترشحين، أما غيابهم خلال الفصل الثالث هو عدم تطبيق قرار الفصل من المؤسسة لغيابهم والسماح للراسبين بإعادة البكالوريا كمتمدرسين.