دعا منتخبون محليون عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي بولاية ميلة، إلى توسيع صلاحيات المنتخبين والمجالس المحلية البلدية والولائية بما يكرس بشكل أفضل سياسة اللامركزية التي تنتهجها البلاد وكذا تعميق التنمية المحلية. وأكد في هذا السياق منتخبون ينتمون للتجمع الوطني الديمقراطي في أعقاب أشغال يوم دراسي تكويني نظم بمقر فرع المركز الثقافي الإسلامي بعاصمة الولاية، أنه من شأن توسيع صلاحيات المجالس المحلية خلال المراجعة المرتقبة القادمة لقانون الولاية والبلدية الاستجابة بشكل أحسن لتطلعات المواطنين، مبرزين أيضا أهمية منافع اللامركزية الإدارية على صعيد دفع التنمية المحلية. ودعا المشاركون في اللقاء السلطات العمومية لإدراج صلاحيات جديدة في التعديلات المرتقبة في قانون الولاية و البلدية بما يمكن -حسبهم- المنتخب المحلي من أداء أفضل في الميدان. واعتبر بالمناسبة ياسين بوبكر أستاذ الاقتصاد الصناعي في مداخلة بعنوان (اللامركزية ومساهمة المنتخب المحلي في خلق نموذج تنموي جديد)، أن اللامركزية هي الأقدر على مواجهة الأزمات وتلبية الطلبات الاجتماعية المختلفة، داعيا إلى التوزيع العادل لمكاسب التنمية على السكان والمناطق. من جهته، دعا الخبير الاقتصادي حميد علوان، في مداخلته بعنوان (التنمية المحلية في ظل المتغيرات الوطنية والدولية الراهنة) إلى ضرورة مراجعة وإعادة النظر في كيفيات تمويل البلديات بغية مواجهة الاحتياجات الملحة المطروحة عليها، معتبرا أن الجماعات المحلية ما زالت لا تستفيد بالشكل الكافي من موارد الجباية، ما يطرح -حسبه- مفارقة واضحة يجب رفعها بين الموارد المتوفرة والوسائل المجندة. ويتعين -وفقا لنفس المتدخل خلال اللقاء- تنويع مصادر التمويل وترشيد التسيير وتجسيد الديمقراطية التشاركية وانفتاح أكبر على المجتمع المدني والمواطنين. ولم يفوت الأمين الوطني لحزب التجمع الوطني الديمقراطي المكلف بالدراسات الاقتصادية، فؤاد بن مرابط، التأكيد بالمناسبة على أهمية العامل البشري الذي يعد رأسمال حقيقي في مجال التنمية، مشيرا إلى فوائد البرنامج التكويني الموضوعاتي الذي أعده الحزب من أجل نجاعة أفضل لمنتخبيه في المجالس المحلية. وتضمن النقاش طرح العديد من الانشغالات التي يعيشها المنتخبون المحليون في الميدان ولاسيما في البلديات التي تعاني غالبيتها من عجز مالي وقلة الموارد المالية والوسائل، إلى جانب ما وصفه متدخلون ب(الضغوط) التي يواجهها المنتخب المحلي على صعيد التكفل بأعباء التنمية المحلية وانشغالات السكان. وأشار الأمين الولائي لحزب التجمع الوطني الديمقراطي بميلة، بوجمعة طورشي، في ختام اللقاء إلى النقائص العديدة التي تعانيها التنمية المحلية بولاية ميلة ولا سيما في مجالي الأشغال العمومية والصحة. وقد وقف المشاركون في هذا اليوم الدراسي التكويني دقيقة صمت ترحما على أرواح ضحايا حادثة الطائرة العسكرية التي سقطت ببوفاريك.