تسير حركة النهضة نحو انقسامات جديدة بفعل اتساع الهوة بين القيادة الحالية والقاعدة النضالية في الحركة، واحتدام الصراع بين بين أمينها العام محمد ذويبي، ورئيس مجلس الشورى الهادي عثامنية، الذي ضاق ذرعا بخط المعارضة، وبالتحالف مع أحزاب مصنفة علمانية، بحجة أن هذا التوجّه زاد النهضة ضعفا. وتواصلت أمس موجة الاستقالات التي تضرب الحزب المحسوب على التيار الاسلامي، حيث انسحب الاستاد عبد القادر كويني عضو المكتب الوطني الذي تم الاستنجاد به عشية استقالات اعضاء المكتب الوطني قبل اسابيع. وقال منشور على الصفحة الرسمية لحركة النهضة في الفايس بوك عن عبد القادر كويني قد استقال من المكتب الوطني وانسحب من انشطة الحركة ويطلب عدم الزج به في التجاذبات الجارية الان. وانتهت الدورة غير العادية ل مجلس الشورى ، المنعقدة مؤخرا بمزيد من الاحتقان بين الرجلين اللذين يقود كل منها فريقا من القياديين، إذ غاب عثامنية عن الاجتماع، وعوّضه نائبه الموالي لذويبي، الذي نجح إلى حد ما في تعزيز موقعه قائداً واحداً ل النهضة . ونتج من الاجتماع إطلاق لجنة لتحضير المؤتمر العادي، المرتقب العام المقبل قبيل الانتخابات الرئاسية، وأعلن عثامنية إصراره على تجسيد مشروع التغيير الذي بدأناه، وسيكون ذلك، حسبه، برحيل ذويبي عن القيادة. وقال عثامنية في رسالة لأعضاء مجلس الشورى ، إن أزمة الحركة الداخلية استفحلت، والأمين العام مصرّ على خرق القانون الأساسي، والاعتداء والتجاوز ضد مؤسسة مجلس الشورى الوطني، والسعي الحثيث لاستعمال بعض أعضاء المجلس درعاً لتنفيذ مخططه في تقسيم الحركة، وبخاصة بعد عجزه عن المحافظة على مؤسسة المكتب الوطني. وباعتباري رئيسا لأعلى مؤسسة في الحركة، وبالنظر لما يفرضه عليّ القانون الأساسي بشأن المحافظة على وحدتها والالتزام بمواثيقها، فإنني مضطر إلى إعلان اجتماع المجلس غير شرعي، وكل ما يتمخض عنه من قرارات لاغية . وعاشت النهضة ظروفا مشابهة عام 1998، عندما أطاح قياديون برئيسها ومؤسسها الشيخ عبد الله جاب الله، و هذا ما دفع مراقبين للتأكيد بأن الحركة تسير نحو انقسامات جديدة ستزيد حتما من ضعفها ووهنها في قادم الاستحقاقات.