90 بالمائة من حالات سرطان الرئة سببها التدخين رمضان فرصة للإقلاع عن التدخين تحيي الجزائر اليوم، على غرار دول العالم، اليوم العالمي لمكافحة التدخين المصادف ل31 ماي من كل سنة، وسط ارقام مخيفة حول عدد الوفيات التي يتسبب فيها هذا الاخير والتي تقدر بحوالي 15الف جزائري سنويا وهذا على غرار الامراض الخطيرة الناجمة عنه وهو ما يستدعي، حسب المختصين، دق ناقوس الخطر، مؤكدين في ذات السياق ان شهر رمضان الكريم فرصة للإقلاع عن التدخين. رمضان فرصة للإقلاع عن التدخين يعد شهر رمضان مناسبة قيمة للتخلي عن العادات السيئة، فهو فرصة ثمينة لتنظيم الحياة وتخليصها كما يعتبر لدى فئة عريضة من المدخنين فرصة للإقلاع عن هذه العادة السيئة التي تؤثر على صحة مستهلكيها، رغم علمهم بتسببها في العديد من الأمراض الخطيرة أهمها السرطان. فرغم أن التوقف عن التدخين ليس بالأمر السهل، فالعديد من المدمنين يتخذون القرار بالتوقف بشكل جدي، وهو القرار الذي يعتبره الأطباء بالإيجابي، نظراً للتأثيرات السلبية، الصحية والاجتماعية والنفسية الناتجة عن هذه العادة السيئة، فجلهم يرون أن النيكوتين من أشد المواد إحداثاً للإدمان، فالجسم يعتاد على هذه المادة الكيميائية وبالتالي يحتاجها ويصبح بحاجة إليها بشكل مستمر للحفاظ على توازن معين، وذلك نتيجة تأثيرها على الخلايا الدماغية، حيث تشير الدراسات إلى أن خطر الوفيات بالأمراض الناتجة عن التدخين، يتراجع بمرور السنوات بعد التوقف عن التدخين، وينخفض هذا الخطر بنسبة 50 بالمائة لدى الأشخاص الذين يتوقفون قبل سن ال50 سنة، إضافة إلى الإدمان النفسي، إلا ان رمضان بالنسبة للأطباء أحسن وقت للتفكير في الإقلاع عن التدخين للكثير من المدخنين. التدخين يقتل 15 ألف جزائري سنوياً يمثل التدخين مشكلا حقيقيا للصحة العمومية في الجزائر ويتسبب في وفاة اكثر من 15000 شخصا سنويا أي بمعدل 45 وفاة يوميا، حسبما اشارت اليه قائد نوارة، بروفيسور في اقتصاد الصحة وصاحبة عدة مؤلفات حول آثار الآفات الاجتماعية. وصرحت هذه الخبيرة انه من مجموع هذه الوفيات يوجد هناك حوالي 7000 سكتة قلبية و4000 سرطان للشعب الهوائية وأكثر من 3000 حالة قصور في التنفس. وأضافت البروفيسور قايد، التي تستعد لإصدار كتاب حول التدخين في الجزائر، ان نسبة انتشار التدخين في المجتمع الجزائري كانت في حدود 7.7 % سنة 1978 وفي ظرف 20 سنة تضاعف استهلاك التبغ بثلاث مرات حيث بلغت هذه النسبة 20.6 % سنة 1998 واستمر هذا الارتفاع الى غاية 2004، مسجلا نسبة 28.6 % ثم انتقلت الى 27.2 % في سنة 2009. اما في سنة 2018، فان المنظمة العالمية للصحة قد أكدت ان نسبة انتشار التدخين في الجزائر قد انخفضت وأصبحت 20 % من اجمالي السكان. وتشير ارقام وزارة الصحة في سنة 2014 الى ان 70 % من سرطان الرغامي والقصبات الهوائية والرئتين و42 % من سرطان الفم والبلعوم و42 % من سرطان المريء و28 % من سرطان المثانة و22 % من سرطان البنكرياس تتسبب فيها افة التدخين، كما ان 90 % من سرطان الرئتين يصيب المدخنين في الجزائر. مختصون يحذرون من الأمراض التي يتسبب فيها التدخين وفي ظل هذا الواقع، حذر عدة اطباء ومختصين بالجزائر العاصمة خلال لقاء تحسيسي حول مكافحة التدخين من مخاطر هذه الآفة التي تتسبب في الإصابة ب25 مرضا خطيرا يتسبب في الوفاة. حيث أكد رئيس مصلحة أمراض القلب بالمؤسسة الإستشفائية الجامعية مصطفى باشا ، الأستاذ محمد الطيب شنتير، أن مخاطر هذه الآفة جمة على صحة الإنسان حيث تتسبب في 25 مرضا ثقيلا يؤدي إلى تدمير جميع أعضاء الجسم من بينها إنسداد شرايين القلب وشرايين الدماغ. وأوضح بالمناسبة أن مخاطر الإصابة تتضاف إذا كان المدخن يعاني من ارتفاع ضغط الدم والسكري والكولسترول والسمنة، مبرزا بأن تدخين سيجارة واحدة يوميا فقط نتائجه وخيمة على صحة الفرد. وتطرق رئيس مصلحة طب النساء والتوليد بالمؤسسة الإستشفائية الجامعية بوهران، الأستاذ عبد القادر شافعي، من جهته، إلى آثار التدخين المباشر وغير المباشر على الإنجاب ليس من خلال إضعاف وإصابة الأعضاء التناسلية بالسرطان (الثدي وعنق الرحم) فحسب، بل يساهم في الإجهاض وإصابة الجنين بتشوهات واضطربات في العادة الشهرية. وأشارت بدورها الأستاذة حورية حويشات، عضو بفريق الإستراتيجية الوطنية لمكافحة التدخين، إلى الإتفاقية الإطار لمكافحة هذه الأفة لسنة 2003 والتي تعتبر، حسبها، إتفاقية الأممالمتحدة الوحيدة التي صادقت عليها 181 دولة بما فيها الجزائر في سنة 2006، مؤكدة أنه ورغم مصادقة عدد كبير من الدول على هذه الإتفاقية، إلا أن الملاحظ ان نسبة 15 بالمائة من سكان العالم لازالوا يدخنون بالأماكن العمومية رغم منعه منعا باتا. وكشف مدير الأمراض المزمنة بوزارة الصحة، الأستاذ يوسف ترفاني، عن تحضير الجزائر للمصادقة على بند الإتفاقية الإطار لمكافحة التدخين المتعلق ببرتوكول مكافحة تهريب التبغ قريبا، مؤكدا بأن وزارتي الشؤون الخارجية والتجارة تمهدان لذلك. وأكد من جهة أخرى بأن شعار الوزارة لهذه السنة حول مكافحة التدخين هو الشيشة: التبغ الذي يدمر القلب ، مشيرا إلى الإنجازات الوطنية المحققة لمرافقة تطبيق الإتفاقية الأممية من بينها البرنامج الوطني لمكافحة عوامل الخطورة في الإصابة بالأمراض المزمنة من بينها التدخين (2015/ 2019) والإستراتيجية الوطنية لمكافحة التدخين والمخطط الوطني لمكافحة السرطان لنفس الفترة بالإضافة إلى فتح 53 مركزا لتشجيع الإقلاع عن هذه الآفة الخطيرة. للإشارة، كشف التحقيق الوطني المتعدد المؤشرات انجزته وزارة الصحة بالتنسيق مع المنظمة العالمية للصحة بالجزائر والديوان الوطني للإحصاء سنة 2017 سيكشف عن نتائجه خلال شهر جوان المقبل، ان حوالي 15 بالمائة من الجزائريين البالغ أعمارهم ما بين 18 إلى 69 سنة يدخنون، مسجلا بذلك انخفاضا قد يصل الى 5 بالمئة.