يستعد آلاف الطلبة هذه الأيام لاجتياز أهم امتحان في مسارهم التعليمي والذي سيضمن لهم طرق أبواب الجامعة والحصول على شهادات عليا، إذ يعيشون على أعصابهم مما سيواجهونه من مخاوف ومتاعب خلال الامتحانات المصيرية التي دفعت ببعضهم للاستعانة بدورات التدريب النفسي تارة وبدروس الدعم تارة أخرى، أو حتى بالرقية والأدعية للتغلب على حالة التوتر التي تسبق الامتحانات المصيرية. الطلبة في حالة استنفار قصوى ينتظر المترشحون على المستوى الوطني لاجتياز امتحانات البكالوريا دورة 2018 في حالة من الخوف والارتباك لتتنوع مظاهر التحضيرات والاستعدادات من طالب إلى آخر، فهناك من يكثف من دروس الدعم ليل نهار كلما اقترب الامتحان المصيري لاستدراك ما فاته، وهناك من يلتحقون بأفواج من الزملاء يدعمون بعضهم في المراجعة، ومنهم من يفضّل الاسترخاء والتحضير النفسي بعد أن استنفذ كل طاقاته في مراجعة الدروس، ليلتقي الجميع عند نقطة واحدة ألا وهي التحضير الجيد للامتحان، وخلال السنوات الأخيرة، ظهرت دورات تدريبية للتكفل النفسي بالطلبة المقبلين على امتحان البكالوريا من خلال حصص تعليمهم كيفية تسيير الضغط النفسي والقلق والتغلب على الخوف والثقة في النفس وفي الإمكانيات، ومن خلال دعمهم بنصائح بيداغوجية تسمح لهم بتحقيق مراجعة جيدة، وبين التفاؤل بالحصول على شهادة العمر والتخوف، لم تمنع العزيمة والإصرار غالبية التلاميذ من الحفظ والمراجعة ليكونوا على أتم استعداد يوم الامتحان، إذ اختار غالبية التلاميذ المراجعة في جماعة لتحسين مستواهم ولتشجيع بعضهم البعض، إذ يجتمع التلاميذ كل يوم في منزل طالب للمراجعة والاستدراك ومساعدة بعضهم وهو ما أطلعنا عليه عمر المقبل على اجتياز الشهادة ليطلعنا بأنه اتفق وزملاءه بالقسم على الأمر منذ فترة ليتمكنوا من الحفظ السريع والاستعداد ليوم الامتحان، وفي انتظار يوم الامتحانات الذي لم تعد تفصلنا عنها سوى أيام قلائل، تحاول العائلات التي لديها مرشح للبكالوريا التخفيف من ضغوط فلذات كبدها، إذ تسهر الأمهات على راحة أبنائها من الممتحنين بحيث تتفنن هذه الأخيرة في تحضير الأطباق الصحية ومحاولة الرفع من معنويات الأبناء وإحاطتهم بالدعم والمساندة، ولا يختلف الأمر بالنسبة للآباء الذين يسلطون الضوء خلال هذه الأيام على مساندة أبنائهم والوقوف إلى جانبهم لتخفيف المعاناة عنهم وتحسيسهم بمدى أهمية ما يقدمونه من مجهود، إذ لا تقتصر فرحة نيل شهادة البكالوريا على المترشح ذاته، بل تمتد إلى أهله وخاصة أولياؤه الذين يعيشون أجواء التحضيرات وضغوطات الامتحانات على حد سواء، وهو ما أطلعنا عليه علي، ولي مقبل على الامتحانات، حيث يقول في هذا الصدد بأنه يعيش حالة من التوتر بسبب ابنه المقبل على الامتحانات ليضيف بأنه ينتظر يوم الامتحانات وولده على الأعصاب وفي حالة من التوتر، ويستعين كثر بالأدعية والرقية الشرعية للتخلص من الضغوطات التي تنتابهم إذ يفضّل كثيرون الأمر لما يعود عليهم من هدوء وارتياح نفسي كبير وهو ما أطلعتنا عليه دلال لتقول في هذا الصدد بأنها تقوم بالرقية قبيل الامتحان وهو ما يمنحها شعورا مريحا وحالة نفسية جيدة، وعلى وقع التوتر والتحضيرات والضغوطات النفسية، يتفاءل كثيرون بنيل الشهادة وإدخال الفرحة على ذويهم والظفر بشهادة العمر، إذ يرى كثر أن مجهوداتهم وتحضيراتهم لن تذهب سدى وستكلل بالنجاح في آخر المطاف، وهو ما أجمع عليه غالبية المرشحين ليطلعنا رفيق في هذا الصدد أنه يشعر بالارتياح والتفاؤل بنيل الشهادة، ويشاطره الرأي جعفر ليضيف بأنه حضر جيدا وينتظر الحصول على الشهادة لإدخال الفرحة على أهله وعائلته، ويبقى حلم نيل شهادة البكالوريا حلم المقبلين على اجتيازها في انتظار الحصول على نتائج مشجعة قد تكون سببا في إدخال الفرحة التي تنتظرها العائلات الجزائرية قريبا. شباكي: هذه هي النصائح التي نقدمها للمقبلين على امتحانات البكالوريا وفي خضم هذا الواقع الذي يفرض نفسه مع اقتراب موعد شهادة البكالوريا، أوضحت عائشة شباكي، المختصة في علم النفس في اتصال ل السياسي ، بأنه يتوجب على الأولياء مراعاة أبنائهم خلال هذه الفترة وإبعادهم عن الضغوطات والمشاحنات وتوفير لهم أرضية مريحة ومواتية لهم حتى يتمكنوا من تصفية ذهنهم، وأضافت المتحدثة بأنه يتوجب على التلاميذ أن يبتعدوا عن الخوف ويتغذوا جدا ويبتعدوا عن السهر ويحافظوا على هدوئهم ويسترخوا ليكونوا جاهزين يوم الامتحان.