أشادت المنظمة الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني بتجربة الحماية المدنية الجزائرية الرائدة في تسيير الحشود اثناء موسم الحج للسنوات العشر الأخيرة، داعية الدول المسلمة الأخرى الى الاقتداء بها. وفي هذا الإطار، أفاد فلاديمير كوفشينوف، الأمين العام للمنظمة الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني في مراسلة وجهها للعقيد مصطفى لهبيري، المدير العام للحماية المدنية، أن التجربة الجزائرية في مجال تسيير الحشود أضحت مرجعا عالميا نال إعجاب الجميع، خلال السنوات العشر الأخيرة وهذا بشهادة التقارير الموجهة للمنظمة من قبل النظراء السعوديين وكذا من طرف العديد من الدول. وواصل كوفشينوف مؤكدا انه على هذا الأساس وبموافقة السلطات السعودية، يجري التحضير لإطلاق حملة تحسيسية واسعة تهدف الى تشجيع كل الدول المسلمة للاقتداء بتجربة الحماية المدنية الجزائرية من خلال وفد مكون من عدد هام من الضباط واعوان برتب عالية والذين اظهروا كفاءة مهنية عالية في الميدان. وذكر الأمين العام ان منذ عشر سنوات، تعد الجزائر البلد الوحيد بين الدول الإسلامية التي تخصص لمواطنيها من الحجاج حشدا من أعوان الحماية المدنية مكلف بوقاية ومراقبة الحجاج عن قرب. وتم خلال ملتقى دولي احتضنته الجزائر حول تسيير حشود الحجاج التركيز على التجربة الجزائرية حيث أكد نائب الأمين العام للمنظمة الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني، بلقاسم الكتروسي، (جزائري)، أن قرار رئيس الجمهورية الصادر سنة 2008 حول اقحام الحماية المدنية في تسيير حشود الحجاج لم يكن عفويا، بل كان بنظرة وتبصر من رئيس الجمهورية بالنظر الى العدد الهائل للحجاج الجزائريين المقدر عددهم ب36 ألف حاج سنويا. وأشار إلى أنه بقرار من المجلس التنفيذي للمنظمة الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني، اعتمدت الدول الأعضاء في السنتين الأخيرتين مطلبا دوليا يقضي بالاستفادة من التجربة الجزائرية في مرافقة الحجاج والذي اقر بمطالبة الدول العربية في إقحام رجال الدفاع المدني والحماية المدنية لمرافقة الحجاج، ومن بين 14 دولة، تقدمت بالطلب يوجد 6 دول منهم غير إسلامية. ومن جهة اخرى، اكد نائب الامين العام للمنظمة ان التجربة الجزائرية سيتم عرضها في شهر اكتوبر القادم خلال المؤتمر الدولي لقادة الأكاديميات والمدارس ومسؤولي التدريب للدول الأعضاء في المنظمة الدولية للحماية المدنية والتي سيتم خلالها تنصيب لجنة من بينها خبراء جزائريين كما سيتم وضع برنامج يتم دراسته بالمدارس والمعاهد تحت عنوان إدارة الحشود كما يجري التحضير لعرض ملف هذا الملتقى المنظم اليوم في المؤتمر العالمي للحماية المدنية والدفاع المدني الذي سيعقد سنة 2019 ويشمل الوزراء المكلفين بالدفاع المدني والحماية المدنية والذي سيضع إستراتيجية الحماية المدنية والدفاع المدني لعشرية 2030. واعترف ممثل المنظمة الدولية أن الجزائر وصلت الى مصاف الدول الكبار في مجالها التنظيمي والهيكلي بالإمكانيات الموفرة لها والطاقات الشبانية التي تحظى بها مشيرا إلى أن فريق الحماية المدنية الجزائري صنف ضمن العشر فرق الدولية الأوائل مؤكدا في التصنيف المقبل ستحتل الجزائر لا محالة مركز الريادة وأنه سيبذل قصارى جهده في الدفاع عن الملف الجزائري. وبالمناسبة، دعا الكتروسي إلى ضرورة تكوين الحجاج الجزائريين قبل انطلاق موسم الحج وتحسيسهم بضرورة تفادي اماكن الزحام والالتزام بتعليمات البعثة. من جانبه، أكد العقيد مصطفى لهبيري، المدير العام للحماية المدنية، قرأها نيابة عنه العقيد قراح دوداح، مدير الدراسات بالمديرية العامة للحماية المدنية، أن احتضان الجزائر لهذا الملتقى خير دليل للمكانة والخبرة التي اصبحت تميز فرق التدخل للحماية المدنية المشاركة في مختلف الكوارث والأزمات التي عرفتها بعض البلدان العالم و هذا في إطار التعاون والتضامن الدوليين. واعتبر ان تسيير الحج تعد عملية غاية في التعقيد تتطلب حنكة ومعرفة في التسيير لان التعامل مع الحشود يعد تحدّيا لا مثيل له في تسيير الموارد الهائلة واستنفار الاعوان والجهود الفنية والبشرية لضمان اقصى درجات الامان. وبعدها ذكر بإدراج الحماية المدنية ضمن بعثة الحج منذ 2008 معتبرا ان هذا القرار كان له الاثر الإيجابي حيث أثبت نجاعته وفعاليته وهذا بشهادة الجميع سواء كانوا مؤسسات أو حجاج ويظهر ذلك من خلال النتائج الميدانية في التكفل ومرافقة الحجاج والسهر على راحتهم وحمايتهم وتأمين تنقلاتهم معبرا عن امله في اقامة تعاون هام بين الحماية المدنية والدفاع المدني السعودي. وبالمناسبة، نوه لهبيري بدور الدفاع المدني السعودي والخبرة الكبيرة والفريدة التي يتمتع بها في هذا المجال إطارات هذا الجهاز في إدارة وتسيير زوار بيت الله الحرام كما تعد التجربة السعودية في تأطير الحج كأنموذج يحتذى به ومرجعية بالنسبة لكل دول المعمورة. الفريق سليمان العمرو المدير العام للدفاع المدني السعودي بدوره، القى الضوء على تجربة الدفاع المدني السعودي في تسيير حشود اكثر من 3 ملايين حاج سنويا وحجم الجهود والدعم الكبير الذي تقوم به المملكة العربية السعودية للحجاج والمعتمرين حيث توظف كل إمكانياتها وقدراتها خدمة للحجاج سنويا كما شرح طرق التدخل في حالة الطوارئ.