سيتم معالجة أزيد من أربعة ملايين نخلة منتجة تتوزع عبر مختلف بساتين وواحات النخيل بالولايات المنتجة للتمور بالوطن ضد طفيليات بوفروة ودودة التمر، حسب ما علم من مدير المصالح الفلاحية لولاية غرداية. وستمس هذه العملية الوقائية المبادر بها سنويا من طرف وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري في إطار حملة سنة 2018 ما يناهز ال4.020.000 نخلة منتجة عبر ولايات أدرار وبشار وبسكرة والبيض والوادي وغرداية وإيليزي وورڤلة وتمنراست وتندوف وخنشلة، كما أكده مصطفى جكبوب. وسيتم الشروع في هذه العملية التي تندرج في إطار الإستراتيجية الوطنية الرامية إلى حماية النخيل ضد الطفيليات والآفات الضارة من أجل تحسين الإنتاج ونوعية التمور الجزائرية فضلا عن الحفاظ على ثروة النخيل وذلك بعد القيام بدراسة تشخيصية ودورات استطلاعية لتشخيص صحتها النباتية، حسب ما أوضحه مدير المصالح الفلاحية. وسيشرف مهندسون زراعيون من المعهد الوطني لحماية النباتات على إجراء تقييم حول وضعية الصحة النباتية داخل بساتين وواحات النخيل بالولايات المنتجة في حين تقوم بالمعالجة حوالي ثلاثين مؤسسة مصغرة لشباب متخصصين تم استحداثها في إطار آليات التشغيل، كما ذكره ذات المسؤول. وقد تم سابقا إطلاق حملة تحسيسية وقائية لفائدة ممارسي هذه الشعبة وأصحاب واحات وبساتين النخيل حول الأخطار ذات الصلة بإنتاج التمور ذات النوعية ومكافحة انتشار داء البوفروة داخلها من طرف المحطة الجهوية لحماية النباتات بغرداية. وبالنظر لتأثيرها الاجتماعي والاقتصادي وكذا البيئي عبر المناطق الواحاتية بالبلاد، فإن الموروث الوطني لإنتاج التمور الذي يحصي أزيد من 20 مليون نخلة منها حوالي 12 مليون نخلة منتجة يتيح أصناف متعددة من التمور المعروفة لاسيما الأصناف ذات النوعية الرفيعة ك دڤلة نور والغرس و بنت قبالة و تيمجوهرت وكذا استدامة النظام البيئي لفائدة السكان المعرضين للقسوة الطبيعية والمناخية. ومن اجل ذلك، تولي السلطات العمومية أهمية خاصة لشعبة النخيل التي تعتبر موردا ماليا لعديد عائلات ولايات الجنوب من خلال سواء تحسين نوعية التمور المنتجة عن طريق عمليات إعادة تأهيلها وتكثيفها أو تكوين المزارعين. ويعتبر البوفروة ودودة التمر ديدان التي تقوم بنسج خيوط تشبه شبكة العنكبوت حول عراجين التمور فتنخر الثمار وتخنق النخلة متسببة في انخفاض محسوس في إنتاجيتها ونوعية ثمارها، حسب مهندسين زراعيين متخصصين بغرداية. ومن أجل مواجهة الظاهرة وكإجراء وقائي ضد أي إصابة محتملة لهذه الطفيليات المتلفة لمنتوج التمور ستقوم مصالح الفلاحة بمعالجة حوالي 300 ألف نخلة عبر ولاية غرداية، كما ذكر جكبوب. وتطمح ولاية غرداية خلال الموسم الجاري وهي التي تحصي حوالي 1,3 مليون نخلة من بينها أزيد من 1,1 مليون نخلة منتجة إلى تحقيق إنتاج وفير مقدر بأزيد من 580 ألف قنطار من التمور والتي تبقى مرهونة بالظروف المناخية المواتية ومتابعة الصحة النباتية وكذا المعالجة الوقائية ضد داءي البوفروة ودودة التمر، حسب مديرية المصالح الفلاحية.