الأمم المتحدة تدعم جهود الوساطة الجزائرية في مالي وليبيا حصلت الجزائر على دعم أممي، لمواصلة جهودها الهادفة إلى تسوية سلمية للنزاعات في مالي وليبيا، فبعد كل من الولاياتالمتحدة، اسبانياوالبرتغال، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة دعمه لجهود الوساطة التي تقوم بها الجزائر لوضع حد للازمات المستمرة في شمال إفريقيا والساحل، ما يعني ضمنيا استبعاد أي عمل عسكري في ليبيا تحت غطاء الأممالمتحدة. وذلك أيام قليلة بعدما أبدت كل من واشنطن، مدريد ودول أخرى غربية تأييدها للمساعي الدبلوماسية التي تقوم بها الجزائر لوقف الاقتتال في ليبيا ومالي. رد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ضمنيا على الأطراف التي كانت تراهن على غطاء أممي لشن حملة عسكرية في ليبيا، من خلال دعمه الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة، مستبعدا بذالك خيار العمل العسكري الذي لوحت به بعض الدول على غرار فرنسا، وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أن الهيئة الأممية تدعم دور الوساطة الذي تقوم به الجزائر لتحقيق الاستقرار في كل من ليبيا ومالي والساحل. وأوضح بان كي مون خلال لقائه وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، مساء الأحد، أن منظمته « تدعم الجزائر في دور الوساطة الذي تلعبه من اجل إحلال الاستقرار والأمن في المنطقة خاصة في ليبيا ومالي والساحل». وهو ما اعتبره محللون بمثابة رفض أممي للتهديدات التي أطلقتها فرنسا بتوسيع عمليتها العسكرية من مالي إلى ليبيا بحجة محاربة المجموعات المتشددة كما تم التطرق في اللقاء بين لعمامرة وبان كي مون الذي حضره كبار المسؤوليين في المنظمة الأممية إلى مختلف القضايا كالوضع في إفريقيا والعالم العربي إلى جانب أهم القمم الأساسية التي ستعقد خلال أشغال الدورة ال69 للجمعية العامة للأمم المتحدة على غرار المناخ والتنمية. كما بحث الطرفان تطورات الوضع في ليبيا ومالي والصحراء الغربية .من جهة أخرى عقد وزير الشؤون الخارجية مباحثات مع نائب الأمين العام للأمم المتحدة المكلف بالشؤون السياسية السيد جيفري فلتمان . وبحث المسؤولان خلال اللقاء قضايا الأمن والاستقرار في منطقة المغرب والساحل. الدعم الذي تلقته الجزائر بخصوص مساعيها الدبلوماسية في المنطقة، جاء بعد التأييد الصريح الذي جاء من بعض العواصم الغربية، حيث أعلنت البرتغال دعمها للدور الذي تقوم به الجزائر لتسوية النزاع في كل من مالي وليبيا، وهو الموقف نفسه الذي أعلن عنه وزير الخارجية الاسباني، خوسي مانويل غارسيا مارغاليو، خلال الاجتماع الأخير لمجموعة الخمسة زائد خمسة. بدورها أعلنت واشنطن تأييدها للمساعي التي تبذلها الجزائر لجمع فرقاء الأزمة الليبية حول طاولة الحوار، حيث أثنى كاتب الدولة الأمريكي للشؤون الخارجية جون كيري على الدور الجزائري في مكافحة الإرهاب، معتبرا إياه محوريا في الجهود التي تبذلها مختلف الأطراف الدولية لاسترجاع الأمن والاستقرار في منطقة شمال إفريقيا. وأعلن بان الولاياتالمتحدة ستستضيف اجتماع مصغر حول الدور المحوري في حل الأزمة الليبية. وأكد وزير الخارجية رمطان لعمامرة، خلال اللقاءات التي جمعته مع مسؤولين أمريكيين، بواشنطن، رفض الجزائر أي عمل عسكري في ليبيا، مبديا استعداد الجزائر لاحتضان حوار ليبي بمشاركة كل الأطراف يفضي إلى اتفاق يسمح بوقف الاقتتال الداخلي، وقال لعمامرة، بأنه تم إدراج ليبيا و مالي في صلب العمل الدبلوماسي للجزائر، التي تقدم كذلك مساهمتها لتسوية مسائل دولية أخرى. وتحتضن الجزائر منذ مطلع سبتمبر الجاري، الجولة الثانية من المفاوضات بين الحكومة المالية والحركات الأزوادية بشمال مالي، لبحث التوصل إلى اتفاق سلام شمالي البلاد. كما قدمت الجزائر، رسميا على لسان وزير الخارجية، عرضاً للفرقاء في ليبيا لاحتضان حوار شامل بينهم لحل الأزمة في البلاد.