أكد أمس، وزير الصحة والسكان عبد المالك بوضياف، بأن كل عمال عقود ما قبل التشغيل الموظفين بقطاع الصحة سيدمجون السنة الجارية، مجددا التأكيد بأن لا توظيف خارجي هذه السنة بقطاع الصحة، وكل المسابقات التي ستتم تكون داخلية والأولوية تكون للمتعاقدين الذين لهم أقدمية. وأكد بوضياف على هامش زيارته التفقدية لولاية البليدة، بأنه سيفتح السنة الجارية ملفات ثقيلة بقطاع الصحة، وذكر من بينها ملف أمراض القلب، وقال في هذا السياق بأن 60 بالمائة من مرضى القلب يموتون، وأشار في هذا الإطار إلى أن أمراض القلب تحتل المرتبة الأولى في عدد الوفيات في الجزائر وتسبق الأمراض السرطانية، مؤكدا بأنه سيسعى لتخفيض نسبة وفيات مرضى القلب إلى 50 بالمائة، مشيرا إلى أنه سيفتح مركز مرجعي لأمراض القلب بمستشفى فرانتز فانون بالبليدة. من جانب آخر، دعا بوضياف نقابات القطاع لأن تكون شريكة من أجل جعل 2015 عام التحديات بقطاع الصحة، ودعاها للعمل سويا، قائلا بأن الإمكانيات المادية والمسابقات وغيرها تأتي مع الوقت لكن أهم شيء هو خلق الثقة بين المسؤولين والمهنيين بالقطاع. كما أكد بوضياف بأن دائرته الوزارية، قررت فتح مجال التكوين المتواصل للأطباء العامين، وذلك بهدف سدّ العجز المسجل في الأطباء الأخصائيين، مشيرا إلى أن كل الأطباء العامين لهم الحق في إجراء تكوين متخصص لمدة عامين في التخصصات التي تشهد نقصا. وذكر منها طب النساء والتوليد، أمراض القلب، السكري، الكلى، الأعصاب. وأضاف بأن التكفل التام بهذا التكوين يكون على عاتق الوزارة. كما دعا في نفس الإطار مسؤولي العيادات متعددة الخدمات إلى إبرام اتفاقيات مع الأطباء الأخصائيين الخواص لسدّ العجز المسجل حاليا في بعض التخصصات. وبخصوص انخفاض أسعار البترول واعتماد الحكومة سياسة التقشف، جدّد عبد المالك بوضياف التأكيد على أن قطاع الصحة هو قطاع استراتيجي و لن تتأثر مشاريعه من سياسة التقشف، وكل المشاريع المبرمجة ستنجز في وقتها. أما فيما يخص تشجيع الإنتاج الوطني للأدوية، أوضح الوزير بأنه سيعقد خلال الأيام القادمة لقاء مع كل المستثمرين بقطاع الأدوية، ويكون الهدف منه هو السعي لتوفير كل الإمكانيات اللازمة لتشجيع الإنتاج المحلي للأدوية وضمان المستقبل. على صعيد آخر، قال الوزير بأن الواجهة الصحية للعيادات والمستشفيات تغيرت بشكل ملحوظ، مضيفا بأن إخراج بعض الاختصاصات من المستشفيات إلى العيادات المتعددة الخدمات خفّف الضغط على هذه المستشفيات. كما أكد بأن مشاكل العلاج الكيمائي بمراكز مكافحة السرطان قد حلّت بشكل تام، في حين يبقي مشكل العلاج بالأشعة الذي سيحل تدريجيا مع فتح المراكز الاسشفائية الجديدة المتخصصة في مكافحة السرطان بعدة ولايات. كما كشف الوزير في هذا الإطار، عن مشروع تفكر فيه الوزارة حاليا، يتمثل في إنجاز مستشفى يختص بمعالجة السرطان لدى الأطفال يتسع ل 400 سرير لسدّ العجز المسجل في هذا الجانب. أما فيما يخص قانون العيادات الخاصة، فأوضح عضو الحكومة، بأن مشروع القانون لتنظيم هذه العيادات هو قيد التحضير حاليا، وبعد صدوره تلزم كل العيادات الخاصة على السير وفق بنوده. من جهة أخرى، انتقد بوضياف، ضعف استخدام الإعلام الآلي في المستشفيات، قائلا بأنه لا يوجد مستشفى جامعي على المستوى الوطني يعتمد الرقمنة في تسجيل الملفات، داعيا الأطباء إلى مساعدة الوزارة في اعتماد التسجيل الالكتروني لملفات المرضى لتسهيل نشاطهم. أما بشأن تأخر فتح المعهد الوطني للكلى بالبليدة، فذكر الوزير بأنه تم تشكيل لجنة على مستوى الوزارة تتكفل بإعداد القانون الأساسي لهذا المعهد، وتوفير التجهيزات اللازمة والطاقم البشري، مؤكدا في هذا الجانب، بأن هذا المعهد لن يخرج عن إطار توجيهات رئيس الجمهورية بجعله معهدا خاصا بالبحث العلمي لا مستشفى، مضيفا بأن فتحه سيكون خلال السنة الجارية.