توقيف 125 محتجا و العدالة تفرج عن 33 قاصرا بعنابة تواصلت و إلى غاية ساعة جد متأخرة من سهرة أمس الإثنين عملية تقديم الأشخاص الذين كانت وحدات الأمن و الدرك الوطني قد تمكنت من إلقاء القبض عليهم خلال موجة الإحتجاجات العارمة التي شهدتها مختلف بلديات ولايات عنابة على مدار ثلاثة أيام، حيث أن الجهات الأمنية كانت قد أوقفت في حملتها التي أعقبت غليان الشارع 125 شخصا من مختلف الأعمار، و أغلبهم من الشبان، من بينهم 33 قاصرا أفرجت عنهم الجهات القضائية صبيحة أمس الإثنين مع إحالتهم ملفاتهم على قاضي قسم الأحداث بمحكمة عنابة الإبتدائية. هذا و قد عرف مقر محكمة عنابة بساحة الثورة إقبالا كبيرا من طرف عائلات الموقوفين، الأمر الذي قابلته وحدات الأمن بتعزيز إنتشارها في محيط المحكمة تحسبا لأي طارئ لا تحمد عواقبه، و قد تم توزيع 56 موقوفا على دفعات للإستماع إلى أقوالهم و تصريحاتهم بخصوص التهم الموجهة إلى كل واحد منهم، و قد تم إلى غاية الساعة السادسة من مساء أمس تقديم 56 شخصا أمام قاضي التحقيق بمحكمة عنابة الإبتدائية، من بينهم 18 قاصرا تم الإفراج عنهم بصفة مؤقتة مع إستفادتهم من إستدعاءات مباشرة للمثول أمام هيئة المحكمة، مقابل صدور أوامر إيداع رهن الحبس المؤقت في حق 38 شخصا آخر، تتراوح أعمارهم ما بين 19 و 36 سنة، يوجد بينهم سبعة شبان من المسبوقين قضائيا. نفس الأوضاع عاشت على وقعها محكمتا الحجار و برحال، أين تم تقديم 56 موقوفا موزعين على ثمانية أفواج، و هي العملية التي دامت يوما كاملا و تواصلت إلى غاية ساعة جد متأخرة من الليل، من دون أن تتسرب أية أخبار أولية بإستثناء قرار الإفراج عن القصر البالغ عددهم 33.إلى ذلك عاد الهدوء إلى كل شوارع مدينة عنابة، حيث إستيقظ العنابيون على وقع صمت يطبعه الحذر الشديد، من دون تسجيل أية إحتجاجات جديدة، مع تسجيل إنتشار فرق الأمن في الشوارع الرئيسية، خاصة بعاصمة الولاية، لأن " بونة " كانت قد شهدت تجددت موجة الإحتجاجات ليلة الأحد إلى الإثنين، عندما إندلع الغليان الشباني في بعض المناطق الساخنة، و في مقدمتها نهج ديدوش مراد، حيث أقدم الشبان المحتجون على قطع الطريق و رشق أعوان الأمن بالحجارة، مع منعهم من تأدية مهامهم، على إعتبار أن وحدات الأمن كانت بصدد القيام بعملية بحث دقيق عن أشخاص ممن إشتبه في قيامهم بعمليات تحريض، كما عرفت ضاحية الجسر الأبيض بالجهة الغربية لمدينة عنابة تجددت الإشتباكات بين المحتجين من الشريحة الشبانية و وحدات التدخل السريع، مما إستدعى إستعمال القنابل المسيلة للدموع، فكانت ليلة عنابة إستثنائية على وقع الظلام الدامس في ظل تعطل السواد الأعظم من أعمدة الإنارة العمومية، إضافة إلى الدخان الكثيف الذي كان منبعثا في السماء و محملا بالغازات المسيلة للدموع، على إعتبار أن موجة الإحتجاجات تجددت تحت جنح الظلام في أحياء 8 ماي، سويداني بوجمعة، برمة الغاز و حي أوزاس، لكن من دون تسجيل أية عملية تخريب استهدفت مؤسسات و مرافق عمومية. و في هذا الصدد لا بد من الإشارة إلى الدور الكبير الذي لعبه بعض العقلاء من أعيان لجان الأحياء و الذين أجهضوا عمليات تخريب كانت ستستهدف مؤسسات تابعة للقطاع العمومي، و هو المشهد الذي تكرر في مناسبتين ليلة أول أمس الأحد بحي بن باديس، حيث أن حشودا من المواطنين منعوا المحتجين من تخريب مقر المركز البريدي، لما كانت العشرات من الشبان بصدد رشق واجهاته الزجاجية بالحجارة تمهيدا لإقتحامه، و كذلك الشأن بالنسبة للحادثة التي إستهدفت مقر وكالة الصندوق الوطني للتوفير و الإحتياط و الكائن بنفس الحي، حيث تم إحباط محاولة تخريب المقر و الإستيلاء على ما في خزائنه من أموال من طرف سكان العمارات المجاورة، و الذين تصدوا لجموع المحتجين، هذا في الوقت الذي أفشل فيه سكان حي 5 جويلية بالضاحية الغربية محاولة إقتحام مقر وكالة الصندوق الوطني لغير الأجراء