أكد جلول حجيمي الأمين العام لتنسيقية الأئمة وموظفي الشؤون الدينية والأوقاف، أمس الاثنين، أن هذه الأخيرة تنتظر مناقشة أرضية المطالب التي وجهتها للحكومة، والتي تتضمن القانون الأساسي للإمام، مع الأخذ بعين الإعتبار الوضع الإقتصادي للبلاد الذي يدعو للتعقل ومراعاة المتغيرات المستجدة، مضيفا أنه إذا لم يتم الوصول إلى حل، سيتم اللجوء لتنظيم وقفة احتجاجية أمام رئاسة الجمهورية، مشيرا إلى أن ذلك يبقى الحل الأخير، و قال «نحن من ندعو للتهدئة والإستقرار ولا يمكن أن نخرق هذا، ولكن في الوقت نفسه لن نتنازل عن متطلبات الحياة». و ذكر أن التنسيقية أصبحت اليوم فدرالية وستعقد مؤتمرها التأسيسي قريبا. كما أوضح الأمين العام لتنسيقية الأئمة وموظفي الشؤون الدينية والأوقاف، على هامش مشاركته في الملتقى الوطني للأئمة المنعقد بوهران، أن الهيئة التي يشرف عليها تطالب بكلية للإمام، تكون تابعة لوزارة الشؤون الدينية، و كذا التعليم العالي والبحث العلمي، وهذا كي يواكب الخطيب توجهات المجتمع وأفكاره بما يساهم في استقرار المساجد، و بالتالي استقرار الأمة وتحصينها من المخاطر الخارجية. و أضاف أنه عندما يكون للإمام مستوى علمي وتكوين راقٍ، يستطيع أن يساهم في مناقشة كل القضايا المطروحة في المجتمع، والتصدي لكل مد تكفيري أو تضليلي، وبالتالي يتم زرع ثقافة السلم والإصلاح والتعايش. وذكر في هذا السياق، أن خراب بعض المجتمعات بانتشار الغلو في الدين والأفكار ينطلق من معاقل المساجد التي يؤطرها أئمة دون الكفاءة المطلوبة. وبخصوص الفتاوى التي تهطل على المجتمع من كل حدب وصوب، قال المتحدث أنه يجب توحيد المرجعية الدينية الوطنية، وإقامة دار للفتوى والإمام المفتي، فنحن من مذهب الإمام مالك الذي هو من أوائل الأئمة في الإسلام، وبالتالي لا يجب أن نخجل كما قال من الفتاوى التي تصدر وفق هذا المذهب التي يجب أن نتشرف بالإنتماء إليه. من جانب آخر، قال حجيمي، أنه لا يمكن أن يكون الإمام رجل إطفاء للفتن، بل هو مصلح لذات البين ويساهم بقسط كبير في إخماد نار الفتنة، مشيرا إلى أن تنسيقية الأئمة تدخلت في تهدئة الأوضاع في توقرت مؤخرا وهذا بعد عمل تنسيقي مع أعيان وشباب المنطقة من جهة والسلطة من جهة ثانية، وتم فعلا إعادة السكينة واستعادت المنطقة نشاطها، و قال أن هذا واجب وطني لا تقاعس فيه، مثله مثل السعي لاستتباب الأمن في البلاد. و أشار بالمقابل، إلى أن للإمام أيضا احتياجات خاصة، يجب تلبيتها ليقوم بعمله في ظروف مساعدة. وعن الملتقى أضاف المتحدث أنه من الضروري أن يتعرف الإمام على واقع المجتمع في مختلف المناطق، و يجب حسبه، أن يتنقل ملتقى القرآن لولايات الوطن مثلما خرج لأول مرة لوهران ليسمح للأئمة بالاحتكاك بالمواطنين والتعرف على واقعهم.