الثلوج و الأمطار الأخيرة جنبت ولاية تبسة مخاطر الجفاف وصف مسؤولو قطاع الموارد المائية بولاية تبسة الثلوج الكثيفة التي تساقطت مؤخرا على أغلب مناطق الولاية، بالنافعة والمفيدة لزيادة منسوب مياه الآبار والمياه الجوفية التي تمون السكان بالماء الشروب. وفي هذا الصدد ذكر المدير الولائي للجزائرية للمياه، أن كميات الثلوج والأمطار التي تهاطلت مؤخرا لمدة 3 أيام على ربوع الولاية وتجددت يوم أمس، مفيدة جدا وأزالت الخوف الذي كان يتوجس منه الجميع، لاسيما بعد موجة الجفاف الخطيرة التي اجتاحت الولاية في السنوات الأخيرة، وتسبب في تراجع كميات المياه بشكل غير مسبوق. وذكر ذات المتحدث، أن هذه الثلوج التي تساقطت بغزارة سترفع من كمية المياه على مستوى سد عين الدالية بولاية سوق أهراس والذي يمون بعض البلديات بشمال الولاية بالماء الشروب، والذي بلغت كمية مخزونه في نهاية شهر نوفمبر المنصرم 20 مليون متر مكعب منها 10 مليون متر مكعب أوحال، والبقية مياه خاصة بالشرب. الأمر الذي دفع حينها بالقائمين على قطاع الموارد المائية إلى دق ناقوس الخطر ، وسيعرف هذا السد ارتفاعا في مخزونه عقب ذوبان كميات الثلوج المتساقطة للسدود، ناهيك عن سد الصفصاف الذي عرف هو الآخر تراجعا كبيرا في كمية المياه، ومن شأن هذه الثلوج أن ترفع من طاقته لاستغلالها للشرب والفلاحة، فضلا على ارتفاع نسبة المياه الجوفية، وتشبع المائدة المائية الجوفية التي ستسمح بامتلاء الآبار في عدد من البلديات كالشريعة وبئر العاتر والماء الأبيض التي تزود المواطنين بالماء الصالح للشرب. وأضاف في هذا السياق أنه بعد انقضاء فصل الخريف الذي تميز بالحر والجفاف، تأتي هذه الثلوج في الوقت المناسب، لتساهم في الزيادة الجيّدة للمياه التي باتت الشغل الشاغل للمسؤولين والمواطنين. ومن جانب آخر، ساهمت هذه الثلوج التي تساقطت بغزارة، لاسيما تلك التي عرفتها بلديات شمال وغرب ولاية تبسة ، في إدخال الفرحة على قلوب الفلاحين بالخصوص، وهو الأمر الذي جعل الفلاحين يستبشرون خيرا كثيرا للإنتاج الفلاحي خلال العام المقبل، نتيجة كميات الثلوج المعتبرة التي تساقطت على تراب الولاية والتي كانت مهمة للغاية. بعض الفلاحين الذين تحدثت إليهم « النصر « لم يكتفوا بالتعبير عن فرحتهم، إنما أكدوا أنه لو يستمر الأمر على هذا المنوال، فإن الإنتاج الفلاحي بالولاية سيكون مضاعفا عما تم جنيه العام المنصرم، خاصة أن الفلاحين قاموا بعملية الحرث في وقتها، بالتالي فإن نسبة الثلوج المتساقطة سيكون لها أثر إيجابي على مختلف عمليات الإنتاج، خاصة من خلال تأكيدات العديد من الفلاحين الذين قالوا بأن هذه الثلوج غير المسبوقة، وفي هذا الوقت بالذات، لا تساهم في رفع الإنتاج وتحسين نوعيته فقط، بل تزيد في طعم ونكهة المنتوجات الفلاحية التي ستكون مشبعة بمياه الثلوج. وفي سياق متصل ،شرعت الولاية في أشغال إنجاز 16 بئرا جديدة على المدى القصير لضمان توازن التزويد بماء الشرب لفائدة سكان ولاية تبسة، و سبق للقائمين على قطاع الموارد المائية بالولاية أن شرحوا لوزير الموارد المائية خلال زيارته الأخيرة للولاية بأن الانخفاض في مستوى الآبار كان وراء التقليص الكبير لتموين عديد بلديات الولاية بماء الشرب، وأشار وزير الموارد المائية حينها إلى أن مشكل تموين هذه الولاية بماء الشرب «سيجد حلولا له على المدى المتوسط وذلك بعد إنجاز سدين صغيرين مرتقبين بكل من عين بابوش (40 مليون متر مكعب) وبالمكان المسمى الحقيقة (18 مليون متر مكعب) ، ومن شأن هاتين المنشأتين أن تمكنا أيضا من تحويل حجم كبير من مياه الشرب باتجاه بلديات جنوب الولاية وبالنسبة لسد صفصاف الوسرى الذي يتسع لزهاء 20 مليون متر مكعب فسيتم تجهيزه قريبا بمحطة لمعالجة مياه الشرب حيث تجري الدراسة التقنية التمهيدية الخاصة به على مستوى مكتب دراسات بلجيكي، وستوجه هذه المنشأة التي تقع على بعد 60 كلم جنوبتبسة لتعزيز التموين بماء الشرب لفائدة سكان المنطقة الجنوبية للولاية لاسيما مدينة بئر العاتر التي يعاني سكانها الأمرين في التزود بالماء الشروب. وبخصوص التموين بماء الشرب لبلدية تبسة انطلاقا من سد عين الدالية بولاية سوق أهراس، فيقدر حجم المياه التي سيتم تحويلها انطلاقا من هذا السد عبر قناة تم إنجازها مرورا ببلديتي العوينات و بوخضرة في مرحلة أولى ب 4500 متر مكعب يوميا ليبلغ على المدى المتوسط أزيد من 15 ألف متر مكعب يوميا.