تقوم الجزائر في الأيام الأخيرة بتحركات معتبرة في العديد من الاتجاهات لعقد اجتماع تشاوري بين الدول المنتجة للنفط المنتمية لمنظمة «أوبيك» و غير المنتمية لها بهدف دراسة وضعية السوق العالمية للبترول والعمل على ضمان استقرارها وضمان استقرار أسعار النفط من وراء ذلك. وضمن هذه الجهود سلم وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح المبعوث الخاص لرئيس الجمهورية أمس بالعاصمة الرياض رسالة من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى ولي عهد المملكة العربية السعودية مقرن بن عبد العزيز موجهة إلى العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، وحسب ما علم من السفارة الجزائرية في الرياض فإن زيارة وزير العدل حافظ الأختام إلى السعودية تدخل في إطار سنة التشاور والحوار الدائمين بين الجزائر والمملكة العربية السعودية خاصة في هذه الظروف المتميزة إن على المستوى السياسي أو الاقتصادي.واستقبل الطيب لوح أيضا بعد ذلك من طرف وزير البترول والثروة المعدنية السعودي إبراهيم النعيمي، وقالت وكالة الأنباء الجزائرية أن اللقاء تناول أوضاع السوق البترولية الدولية، وأهمية التعاون والتنسيق بين الدول المنتجة للنفط داخل منظمة «أوبيك» وبين الدول المنتجة خارج هذه المنظمة من اجل العمل على استقرار السوق البترولية، وجرى الحديث خلال هذا اللقاء عن التحسن النسبي في السوق من ناحية زيادة الطلب واستقرار الأسعار في الفترة الحالية، كما تم التطرق بين مسؤولي البلدين إلى مجالات التعاون الثنائي المتعددة بين الجزائروالرياض. ومعلوم أن المملكة العربية السعودية اكبر منتج للنفط في العالم وداخل منظمة «أوبيك» تلعب دورا كبيرا وهاما في ضمان استقرار السوق البترولية واستقرار الأسعار ، وقد اعتادت الجزائر باعتبارها دولة مهمة أيضا في منظمة الدول المصدر للبترول على التشاور مع العربية السعودية وكل الأعضاء في فترات الأزمات التي تمر بها السوق البترولية من حين لآخر. وفي ذات السياق وضمن نفس الجهود التي تبدلها الجزائر سلم وزير الطاقة المبعوث الشخصي لرئيس الجمهورية يوسف يوسفي أمس أيضا رسالة من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى نظيره الأذري إلهام علييف خلال استقباله من طرف هذا الأخير بالعاصمة باكو، وأفاد بيان لوزارة الطاقة أن مضمون الرسالة يتعلق بوضعية سوق النفط العالمية.وتطرق مضمون رسالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى ضرورة «التشاور» بين الدول المنتجة للنفط سواء المنتمية لمنظمة أوبيك أو غير المنتمية لها في هذا الظرف العالمي المتميز، كما كان اللقاء فرصة للحديث عن ملفات التعاون الثاني المشترك بين أذربيجانوالجزائر في جميع المجالات.وتعتبر أذربيجان من الدول المصدرة للنفط غير المنتمية لمنظمة «أوبيك» و هي تملك احتياطا مهما من البترول في بحر قزوين ولها كلمتها في ضمان استقرار السوق البترولية العالمية. وعلى غرار دول أخرى تعمل الجزائر منذ انهيار أسعار النفط نهاية العام الماضي على تقريب وجهات النظر بين الدول المصدرة للنفط من اجل الحفاظ على الإنتاج وعدم تجاوز السقف المحدد من طرف «أوبيك» للحفاظ على أسعار مقبولة للذهب الأسود في الأسواق العالمية، حتى لا تتضرر الدول المنتجة من التراجع المتسرع لأسعار برميل النفط في السوق العالمية. ولم يتمكن إلى الآن ومنذ بداية انهيار أسعار البترول أعضاء «أوبيك» من تحديد تاريخ معين لعقد اجتماع لهم لدراسة وضعية سوق النفط العالمية، وإيجاد الآليات اللازمة التي تسمح لهم بالحفاظ على حصة المنظمة وعدم تجاوزها من طرف بعض الأعضاء حتى تستقر الأسعار وتبدأ بالتالي في الارتفاع. وقد عرفت أسعار الذهب الأسود منذ أيام استقرار وارتفاعا محسوسا تجاوز عتبة 55 دولارا للبرميل بعدما هوى قبل أسبوعين إلى ما دون 50 دولارا، وهو المستوى الذي لم يصل إليه منذ 2005، الشيء الذي هدد فعلا اقتصاديات دولا عديدة تعتمد بالدرجة الأولى على عائدات النفط.