أعلن المعارض التونسي التاريخي منصف المرزوقي أمس ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر إجراؤها بعد شهرين. ففي مقابلة أجرتها معه إذاعة فرانس أنفو الفرنسية، أكد المرزوقي (56 سنة) وهو رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية العلماني اليساري المحظور، بأنه سيكون فعليا مرشحا للانتخابات الرئاسية، المنتظر التحضير لإجرائها خلال 60 يوما بحسب أحكام الدستور التونسي. وفي ذات السياق تساءل السيد المرزوقي الرئيس السابق للرابطة التونسية لحقوق الإنسان وهو أيضا أحد مؤسسي مجلس الحريات في تونس، عن الشكل القانوني الذي ستتم وفقه الرئاسيات المقبلة في بلاده، "هل سيتم ذلك وفق تشريعات الدستور الحالي وقانون الانتخابات الحالي أيضا".وإلى جانب ذلك لم يتأخر منصف المرزوقي الذي قرر العودة اليوم إلى تونس من منفاه في فرنسا عن بقاء رموز من حزب الرئيس السابق "التجمع الدستوري الديمقراطي" في السلطة. وكان المرزوقي قد دعا التونسيين إلى عصيان مدني ضد سلطة الرئيس السابق بن علي طيلة سنوات تواجده في فرنسا، معتمدا على رسائل فيديو مصورة بثها عبر وسائل التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"يوتيوب"، وضمنها رسائل متواصلة يطرح خلالها وجهة نظره الشخصية لتشكيل حكومة وطنية على أسس ديمقراطية وتعدد حزبي. ولم تخل خطاباته من انتقادات شديدة اللهجة لنظام بن علي وأصهاره وحاشيته التي كان يصفها دائما بالأنظمة "الفاسدة" و"الديكتاتورية". المرزوقي الذي يحمل شهادة الدكتوراه في الطب، عرف أيضا بكتاباته السياسية في عدة منابر إعلامية، ويشغل منصب أستاذ جامعي ومحاضر في الجامعات الفرنسية، وهومن أبرز زعماء المعارضة الذين فروا بعد احكام بن علي قبضته على البلاد على إثر انقلابه الأبيض على الرئيس السابق الحبيب بورقيبة سنة 1987. واعتقل زعيم حزب المؤتمر المحظور في مارس 1994 ثم أطلق بعد أربعة أشهر من الاعتقال في زنزانة انفرادية، وأفرج عنه على خلفية حملة دولية وتدخل من نيلسون مانديلا.