الجنون يعفي طالبا جامعيا من عقوبة جريمة قتل فتاة بميلة أدانت صباح أمس محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة المسمى (م س) بارتكاب جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصد، مع إعفائه من تنفيذ العقوبة و تحويله إلى مستشفى الأمراض العقلية بالعثمانية إلى حين تماثله للشفاء، و هو القرار الذي أثار استياء كبيرا لدى عائلة الفتاة التي راحت ضحية لجريمة القتل الشنعاء التي اهتز لها حي أم الطوب ببلدية الرواشد بولاية ميلة صيف 2013. الجريمة التي وقعت صبيحة 3 جويلية، كان وراءها طالب جامعي في 24 من العمر، حيث كان يسعى لإقامة علاقة عاطفية مع الضحية (ب أ) التي تبلغ 21 سنة من العمر، و حسب تصريحات المتهم للضبطية القضائية، فقد كان يعرف الفتاة منذ حوالي سنتين، و كان يتحدث معها أحيانا عندما كان يدرس بالثانوية، لكنهما لم يلتقيا خارجها أبدا، وفي يوم الوقائع بينما غادر البيت صباحا شاهد الضحية، فتوجه نحوها و أراد الحديث معها، لكنها رفضت و نعتته بالمجنون، عندها لم يتمالك نفسه و أخرج سكينا من نوع "كلينداري" من جيبه و وجه لها طعنة فسقطت داخل حديقة بجانب الطريق فقفز وراءها و قام بطعنها عدة طعنات في أنحاء متفرقة من جسمها. ليلوذ بعد ذلك بالفرار نحو جبل فلاق الواقع ببلدية الرواشد، و جلس على صخرة تطل على أحد المنحدرات مهددا بالانتحار في حال الاقتراب منه، كما قام بطعن نفسه بالسكين إلى غاية خروج جزء من أحشائه، و في صبيحة اليوم الموالي قام عناصر الدرك الوطني بتوقيفه، و نقل إلى المستشفى الجامعي بقسنطينة أين خضع لعملية جراحية. والد الضحية أكد للضبطية القضائية أن الشاب المتهم كان يضايق ابنته مند مدة من خلال اعتراض طريقها أمام الثانوية، و قد حاول نهيه عن ذلك إلا أنه لم يتوقف، إلى غاية صبيحة الحادثة أين بلغ مسامعه و هو في طريقه إلى عمله بأن ابنته التي غادرت المنزل لشراء الزبدة من أجل إعداد وليمة بمناسبة نجاحها في شهادة البكالوريا قد تعرضت للطعن من قبل الشخص الذي اعتاد مضايقتها، فيما صرح أحد الشهود بأنه شاهد المتهم يهرب بعد ما قام بفعلته و حاول الإمساك به لكنه لم يستطع. و قد عرض المتهم على خبرتين عقليتين، أكدت الأولى بأنه يعاني من مرض عقلي، فيما أكدت الخبرة الثانية المنجزة من قبل لجنة مكونة من ثلاثة أطباء مختصين، بأنه يعاني من اختلالات نفسية، و أن الجريمة التي ارتكبها لها علاقة بهذه الإختلالات، و بأنه يشكل خطرا على نفسه و على الغير، و ليس قابلا لتحمل المسؤولية الجزائية. الضحية بدا غير سوي خلال الجلسة، حيث كان يتصرف بغرابة، و قد التمس النائب العام عقوبة الإعدام في حقه، فيما استندت المحكمة في حكمها النهائي، على نتيجة الخبرة العقلية التي خضع لها المتهم، و بذلك أعفته من تنفيذ العقوبة، في حين دخل أفراد عائلة الضحية في حالة غضب شديدة بعد النطق بالحكم، ما استدعى تدخل رجال الأمن و النائب العام من أجل تهدئة الوضع.