تساءل الكثير من أهل الاختصاص ومن عشاق الخضر، عن سر تراجع «الدينامو» ياسين براهيمي مع المنتخب الوطني، خاصة بعد رحيل الناخب الوطني السابق وحيد حليلوزيتش، وانتداب رئيس الفاف محمد روراوة للمدرب الفرنسي كريستيان غوركوف. براهيمي الذي كان مع حليلوزيتش صانع ألعاب الخضر بإمتياز، بدليل تألقه في أكبر عرس كروي عالمي، ومساهمته في الإنجاز التاريخي الذي حققه المنتخب الوطني، في نهائيات مونديال البرازيل 2014، فقد بريقه وتراجع مردوده مباشرة بعد إسناد العارضة الفنية للمنتخب للناخب الوطني غوركوف، حيث لم يبرز في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2015 بغينيا الاستوائية، إلى درجة أن الكثير من التعليقات الصحفية وحتى على شبكات التواصل الاجتماعي، كانت تتساءل عما إذا كان غوركوف قد استدعى براهيمي إلى تلك النهائيات، في إشارة إلى غيابه ميدانيا، وهو نفس الحال بالنسبة لدورة قطر الدولية الودية، وهنا كانت الطامة الكبرى، بحيث لم يتعرف لا المتتبعون ولا الأنصار على براهيمي، وهذا بعد أن ظهر بوجه شاحب، سواء في المباراة الأولى أمام المنتخب القطري، وهي المباراة التي لم نشاهد خلالها تلك الصرامة، وذلك الانضباط التكتيكي الذي عودنا عليه مع الخضر في عهد حليلوزيتش، أو مع فريقه نادي بورتو البرتغالي، وهو ما تكرر في مباراة أمس أمام المنتخب العماني، بحيث أنه بالغ في اللعب الفردي، وفوت على نفسه وعلى زملائه العديد من فرص التهديف. تراجع مستوى ومردود براهيمي بهذا الشكل المفاجئ، جعلنا نتساءل عن السر وراء ذلك، خاصة وأن براهيم يقد مستويات كبيرة مع فريقه البرتغالي، كما كان من المساهمين في تأهله في المنافسة الأوروبية، والدليل إشادة مدرب نادي بورتو بإمكانياته وموهبته. فهل السبب هو عجز غوركوف على الاستثمار في هذه الإمكانيات، أم أن الرسومات التكتيكية التي يعتمدها لا تناسب براهيمي، الأخير الذي أعاده مدربه في بورتو إلى الجهة اليسرى، والتي جعلت منه نجما كبيرا في «الليغا» الإسبانية، أين فجر إمكانياته وبرز بشكل ملفت، إلى درجة نيله لقب أحسن مراوغ في البطولة الإسبانية؟