زروق طوالبي.. أصغر كوريغراف في «ملحمة قسنطينة الكبرى» لا يتقيّد الكوريغراف الشاب زروق طوالبي بالمساحة أو الحدود الجغرافية، لإبراز جمال و خفة الرقصات الجزائرية، التي يحاول إضفاء الحركية العصرية عليها دون التأثير على سحر أصالتها. الكوريغراف طوالبي زروق أحد أصغر مصممي لوحات ملحمة قسنطينة الكبرى المنتظر عرضها في حفل افتتاح تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، تحدث للنصر عن تجربته كراقص و كوريغراف ضمن الباليه التابع للديوان الوطني للثقافة و الإعلام، مشيدا بالفرصة التي سنحت له، للعمل على تجسيد عمل ضخم كملحمة قسنطينة، بعد أن تم اختياره و أربع من زملائه و أساتذته المحترفين، لتصميم لوحات تاريخية تطلبت منهم الكثير من الجهد و المثابرة و البحث بين كتب التاريخ، لتقديم عمل جيّد يليق بالتظاهرة. و تعود قصة زروق مع فن الرقص و تصميمه إلى 15سنة، حرص خلالها الكوريغراف الشاب إلى تحقيق حلم طالما راوده، و الذي حققه بالتحاقه بالديوان الوطني للثقافة و الإعلام، كأول خطوة لتجسيد مشروع الاحتراف، حيث اجتهد و ثابر لتحقيق التفوّق و الحصول على فرصة كالتي حظي بها ضمن تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية. و قال زروق بأنه تعلّم الكثير بفضل احتكاكه بالمحترفين و أساتذته المختصين في فن الكوريغرافيا، مشيرا إلى المتعة التي عاشها خلال عملية البحث بين كتب التاريخ و المقالات الفنية لأجل تصميم اللوحات الراقصة التي كلّف بتجسيدها و الخاصة بمرحلتي ما قبل التاريخ و فترة الاستقلال. و أشرف طوالبي على تدريب مجموعة من الراقصين الذين تم انتقاؤهم خلال عملتي كاستينغ بكل من العاصمة و قسنطينة استعدادا للتظاهرة، موضحا بأنه و فريق الكوريغراف المتكوّن من أربع محترفين بمساعدة خبراء صينيين، ساهموا في تصميم 22لوحة كوريغرافية، للملحمة الكبرى. محدثنا أكد بأن اللوحة الاستعراضية، ستعرف تنوّعا كبيرا من حيث الثراء الكبير في الطبوع و اختلاف الرقصات التي يجسدها حوالي 160راقصا تتراوح أعمارهم بين 18و 30سنة جاءوا من مختلف ربوع الوطن لترك بصمتهم على هذه اللوحة الراقصة. و أضاف طوالبي بأن ساعات التدريب لم تكن كافية، الشيء الذي دفعهم لرفعها إلى 10ساعات في اليوم ثم إلى حوالي 18ساعة حتى يكونوا في موعد التظاهرة. و يطمح طوالبي لتحقيق رقصات ناجحة تحمله إلى العالمية، مقتديا بذلك بعدد من الأسماء اللامعة في سماء فن الكوريغرافيا منهم كمال والي، كما يطمح لتشكيل فرق رقص محترفة و تنمية قدرات طاقات جزائرية دخلت معترك هذا الإبداع، لكن لم تجد من يأخذ بيدها و يساعدها على البروز بدل البقاء في الظل، خاصة و أن شوارعنا تعرف منذ مدة تزايد عدد المهتمين و الشغوفين بالرقص العصري. و يقول طوالبي أن عمله أصبح أكثر احترافية، لذا يريد منح غيره من الشباب فرصة تحصيل الأفضل. إن الرقص بالنسبة لزروق الذي يطمح إلى بناء مسيرة فنية متميّزة، لغته التعبيرية التي يجيدها أكثر من أي شيء آخر و يكرّس لها معظم وقته لتقديم تدريبات مكثفة بمختلف الأنماط العصرية ، مع حرصه على التقنية والمرونة و الإحساس.