تكبدت مؤسسة اتصالات الجزائر بولايات الشرق، خسائر بقيمة تفوق 40 مليار سنتيم ناجمة عن عمليات تخريبية وسرقات لكوابل نحاسبة منذ بداية السنة الجارية. وسجلت أكبر عمليات سرقة الكوابل النحاسية الخاصة بشبكة الهاتف على مستوى ولايات عنابة وقسنطينة وسكيكدة وسوق أهراس وڤالمة وتبسة. وذكرت مصادر مطلعة أن المصالح المختصة أحصت ما يفوق 150 عملية تخريبية طالت الشبكة وألحقت بها أضرارا جسيمة. وكشف مصدر مطلع ل«البلاد" أنه إلى جانب الخسائر المادية، فإن ظاهرة سرقة الكوابل تسببت في تذبذب واضطراب نوعية خدمات الهاتف التي توفرها اتصالات الجزائر على مستوى ولايات شرق البلاد لزبائنها، خاصة منها المؤسسات والهيئات ذات النشاط الحساس على غرار المصالح الأمنية التي تكون قد رفعت شكاوى مفصلة في هذا الصدد. وسجلت الفرق التقنية لاتصالات الجزائر حسب مصادر الجريدة ما يزيد عن 150 عملية تخريب منها ما يربو عن 70 8 عملية سطو على الشبكة في ولاية عنابة وحدها. وتشير الإحصائيات المتوفرة إلى أن عمليات السرقة طالت أكثر من 20 ألف متر طولي من الكوابل الهاتفية المصنوعة من مادة النحاس، باعتبار أن العصابات الاجرامية التي أصبحت شبه مهيكلة نجحت في الاستيلاء على قناطير من هذه المادة النفيسة لبيعها في شكل نفايات لبعض المتخصصين في تهريب النفايات الحديدية باتجاه الخارج عبر المراكز الحدودية مع الجمهورية التونسية. وقد أحصت المصالح المختصة رقما قياسيا لعمليات التخريب خلال شهر نوفمبر الماضي، حيث بلغت عدد الاعتداءات التي استهدفت الشبكة 21 عملية تخريبية نجمت عنها خسائر مالية تم تحديد قيمتها بنحو 604 مليون سنتيم. على الصعيد نفسه، اعترف مسؤول من المديرية الإقليمية للمؤسسة، بتنامي الظاهرة، خاصة في بعض المناطق التي تحولت إلى بؤرة نشاط مكثف لهذه الشبكات اللصوصية، على غرار ولاية عنابة، مضيفا أن إدارة المؤسسة تستعمل كل الوسائل القانونية المتوفرة لديها من أجل وضع حد لهذه الظاهرة لدرجة أنها سخرت فرقا عمالية مهمتها استطلاع ومراقبة الشبكات في المناطق المستهدفة خلال ساعات متأخرة، زيادة على تسجيل دعاوى قضائية ضد مجهول من أجل التوصل إلى مقترفي هذه الأعمال التخريبية. كما أحصت المصالح تورط بعض المنحرفين والقصّر بولاية عنابة في تخريب عدة كوابل متواجدة بأحياء موزعة على مستوى وادي الفرشة والمنطقة الصناعية بوشي بالحجار. ولمواجهة هذه الظاهرة التي ما فتئت تتوسع على الرغم من إجراءات الحماية والحراسة التي اتخذتها هذه المؤسسة، سيتم حسب المسؤولين بمؤسسة اتصالات الجزائر استبدال الكوابل الهاتفية النحاسية بشبكة الألياف البصرية بشكل تدريجي على مستوى تلك الولايات وفي هذا السياق، أوضح مسؤول من المؤسسة أن برنامجا تنمويا يتضمن إنجاز 20 ألف كلم من كوابل الألياف البصرية يوجد حاليا قيد الإنجاز عبر التراب الوطني. وأشار المصدر إلى أن كل المناطق التي يتجاوز تعداد سكانها ال1000 ساكن سيتم ربطهم بشبكة الهاتف المدعمة بالألياف البصرية قصد توفير قوة الربط الضرورية لاستغلال خدمات الانترنت في أحسن الظروف. ويتوقع مخطط الاستثمار لشركة "اتصالات الجزائر" توفير نحو مليوني ربط إضافي بشكة الانترنت من قوة تدفق عالية، كما أوضح هذا المسؤول.