أفضل البطالة على القيام بأدوار لا تليق بي "أنا الآن لا أشتغل، أعاني من البطالة على غرار الكثير من زملائي من الفنانين المحترفين صحيح أنني تلقيت بعض الاقتراحات للمشاركة في مشاريع تدرج ضمن فعاليات تظاهرة : تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية، لكنها تبقى مجرد اقتراحات لم تجسد قالت الممثلة آمال حيمر، بنبرة حزينة، مؤكدة بأنها وفي كل الحالات لن تشارك الا في أعمال في المستوى، تشرّفها وتثري رصيدها من المسلسلات والأفلام المسرحيات الناجحة. الممثلة أوضحت في اتصال بالنصر، بأنها غابت عن التليفزيون في رمضان لأن لا أحد من المخرجين أو المنتجين اتصل بها وهي غير آسفة على ذلك لأن الشبكة البرامجية الرمضانية كانت هزيلة وبعيدة عن معايير الجودة المطلوبة، بدليل أن وزير الاتصال نفسه اعتذر عن مستواها.. وهي تفضل البطالة على الندم على دور قدمته.. مؤكدة بأنها تختار دائما الأدوار التي تناسبها وتقتنع بها وتستطيع من خلالها أن تقنع الجمهور وتنال رضاه واعجابه وتقديره. وسألناها : "ظهرت في مسرحية "حياة مؤجلة" لجمال حمودة في دور الأم.. وبالضبط دور أم المرحوم توفيق ميميش وهو أكبر منك سنا بكثير.. ألم تخشين من ردّ فعل المتفرجين ؟". ردّت بحماس : "أود أن أشير الى أنني ومنذ بداياتي الفنية قدمت في العديد من الأعمال دور الأم مثل مسلسلي "المكتوب" و"ياسمين" وغيرهما.. وأعتقد أنني وفقت في ذلك بشهادة المختصين والجمهور.. السنّ لا يهّم، المهم الموهبة والتكوين والاجتهاد والصدق ودراسة الشخصية المقترحة بعمق من كل الجوانب.. الممثل المحترف يستطيع أن يتقمص كل الأدوار و يقنع بأدائه اذا اقتنع هو بالشخصية.. أشير أيضا أنني قدمت شخصية زوجة الأب في أعمال اخرى وأعجبني الدور لقد تعودت على هذه النوعية من الأدوار منذ كنت صغيرة.. أعرف أن بعض الزميلات يخشين من الظهور أكبر سنا من الواقع، لكنني مختلفة عنهن.. المهم أن أقدم دورا جيدا، ويناسبني وأحبّه". وسألناها مجددا : "ماذا عن دورك في "حياة مؤجلة"؟". فأجابت بالكثير من الحزن والحنين : "هذه المسرحية رائعة بكل المقاييس وأحبها كثيرا وافتخر بمشاركتي في الجولة الفنية لعرضها بمختلف المسارح والصدى الايجابي الذي حققته وأتمنى أن تنظم جولات أخرى قريبا لمواصلة عرضها.. دوري فيها هو دور أم المرحوم توفيق ميميش في العرضين الأول والثاني قبل أن يعوضه بعد رحيله المفاجئ على الركح وهو في أوج عطائه وابداعه الممثل الشاب رضا لغواطي.. صحيح أن ميميش رحمه الله في العقد الخامس وأنا أصغر منه بكثير.. لكن الأم في هذا العمل تظهر لابنها في الأحلام لأنها ميتة، عندما يقع فريسة لظروف قاهرة لا تطاق ويهيمن عليه اليأس.. تظهر في منتصف العمر بملابس بيضاء لتخفف عنه وتواسيه وتشجعه وظهورها بهذا الشكل يدرج ضمن جماليات هذا العمل المسرحي. وكنت جد مقنعة في هذه الشخصية فالمسرح يمكن الفنان من قياس درجة النجاح في أدائه على المباشر لأنه يقف أمام الجمهور ويحتك به ويضع نفسه في محك أحاسيسه وتجاوبه.. أما الأعمال التليفزيونية والسينمائية فهي أسهل مقارنة بالمسرحية..!. وأضافت بأن "حياة مؤجلة" التي عرضت في العديد من الولايات وآخرها ورقلة في الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر الفارط شكلت عودتها القوية والصعبة الى المسرح بعد غياب سنتين وتعتبرها علامة فارقة في مسارها لأنها من ابداع المؤلف والمخرج والممثل جمال حمودة، واستطاعت على مدار ساعتين من العرض جذب فئات صعبة من الجمهور وهم الشباب والمراهقين بموضوعها الاجتماعي والعاطفي والانساني كما وصفتها بالخالدة لأنها شهدت اللحظات الأخيرة من حياة فنان في قامة ميميش وسط ذهول الحضور... وتتذكر آخر مشهد جمعها به وهو يودعها باشارات اليد وملامح وجه منشرح في لقطة لا تنسى أثناء العرض.. وبالتالي أول تجربة - كما قالت لها مع مسرح عنابة مميزة جدا.. وكشفت بأن نفس المسرحية ستعرض على نفس الركح قريبا بمناسبة ذكرى رحيل ميميش أو يوم الفنان.. وفي انتظار ذلك تنتظر آمال وتنتظر عروضا جديدة ومناسبة لتلتقي بجمهورها وتتمنى أن تحدث قفزة نوعية وكمية حقيقية في الساحة الفنية ليعمل ويبدع الجميع.