البورصات الخليجية تسجّل خسائر غير مسبوقة بسبب تداعيات الأحداث في مصر تكبدت أمس جميع مؤشرات أسواق الأسهم الخليجية باستثناء السوق السعودية خسائر قاسية في بداية التداولات وعلى رأسها سوق دبي المالي، إثر مخاوف وحالة من القلق الشديد تسيطر على المتداولين جراء الاحتجاجات الشعبية العارمة التي تشهدها العديد من المدن المصرية. وكان رئيس هيئة الرقابة المالية المصرية أكد في وقت سابق وقف التداولات بالبورصة المصرية منذ أمس الأحد، مشيرا إلى أن القرارات المتعلقة بالبورصة تتخذ يوما بيوم نظرا لتطور الظروف، حيث خسرت نحو 12 مليار دولار يومي الأربعاء والخميس الماضيين فقط. وقد اعتبر محللون خليجيون أن ما يحدث في أسواق المال هناك يدل على تبعات نفسية لما يجري من أحداث متسارعة وتدهور الوضع الأمني في المدن والمصرية، خاصة مع تزايد القلق لدى المتداولين بخصوص إمدادات النفط التي تمر عبر قناة السويس، بالإضافة إلى أن استثمارات خليجية هامة توجد على الأراضي المصرية خاصة في القطاعين الصناعي والبنكي. كما أن المتداولين الأفراد يتأثرون بسرعة بما يجري على الصعيد الإقليمي من أحداث سياسية، وهو التأثر الذي غالبا ما يكون مبالغاً فيه حسب المحللين الذين يتوقعون صدمة كبرى في أسواق الخليج غير أنهم قالوا بتراجع حدة الهبوط تدريجيا، وأيد البعض الإجراء الذي اتخذته السلطات في مصر بشأن تعطيل عمل البورصة، وقالوا أنه إجراء طبيعي ومطلوب في مثل هذه الظروف الاستثنائية. وقد سجل أمس مؤشر سوق دبي هبوطا كبيرا في التعاملات بنسبة تجاوزت 4 بالمائة، وسط عمليات بيع قوية على غالبية الأسهم ، ونفس الأمر بالنسبة لمؤشر سوق أبوظبي الذي هبط بنحو 3.75 بالمائة، في حين أغلق مؤشر سوق مسقط على انخفاض بأكثر من 3 بالمائة، كما أنهت سوق الكويت للأوراق المالية تداولات أمس بانخفاض بلغ 1.7 بالمائة، وفي بورصة قطر أغلق مؤشر السوق على انخفاض بنحو 3 بالمائة. وحاول نائب محافظ البنك المركزي المصري هشام رامز طمأنة المستثمرين والتقليل من انعكاسات الأحداث رغم خطورتها، بالتأكيد أن احتياطات البنك المركزي قوية وتبلغ 36 مليار دولار وأن البنوك تتمتع بالسيولة وأن أي هروب لرؤوس الأموال من مستثمرين أجانب سيكون قصير الأجل، وكان قد أعلن أول أمس عن غلق البنوك والبورصة أمس الأحد يوم التعامل في الأسبوع، لتجنب خسائر إضافية قد تكون كبيرة جدا وتؤدي لانهيار سوق المال المصري، في حين أغلقت البنوك أبوابها في وجه الزبائن خشية التعرض للسطو والنهب من طرف العصابات التي انتشرت في الشوارع في ضل الفلتان الأمني والغياب شبه الكامل لقوات حفظ النظام .