بقصائد شعرية تحكي قصصا عن الحب و الحرب و النضال ، وعلى أنغام آلات طربية يزيد عمرها عن ألف سنة، افتتح شعراء دجلة و الفرات فعاليات الأسبوع الثقافي العراقيبقسنطينة أول أمس، حيث أطربوا مسامع الجمهور بعذب الكلام و جميل أنغام موسيقى المقام التراثية،خلال سهرة تعد الثالثة ضمن سلسلة الأسابيع الثقافية العربية المندرجة في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية.العرض الافتتاحي احتضنته قاعة العروض الكبرى أحمد باي، وسط حضور شعبي و رسمي لافت، تقدمه سفير دولة العراقبالجزائر عدي الخير الله، الذي استهل حديثه برسالة محبة عبر من خلالها عن سعادة بلاد الرافدين، بالمشاركة في الحدث العربي الذي تحتضنه قسنطينة في خضم الأزمات و الصراعات الدامية التي تعرفها عواصم بلاد العرب، و بدوره أشار الإعلامي و الباحث جواد علي كسار، إلى أنه و رغم محاولة أصوات الرصاص لحجب عقول مثقفي و فناني العراق الجريح، إلا أن رياح الأدب و الحان العود و القانون أبت إلا أن تسافر لتطرب ليالي قسنطينة حاضنة الثقافات و أم الحواضر. السهرة عرفت أيضا الاستماع إلى إلقاءات شعرية قدمتها أسماء عراقية كبيرة، أمثال الشاعر مدر الألوسي، نحاج العرسال و الشاعر نذير المظفر، تغزلوا من خلالها بجمال الجزائر و روعة قسنطينة، و سردوا عبر أبياتها قصصا عن علاقة حب و مودة جمعت الجزائربالعراق منذ زمنن طويل، كما رثوا فيها حال عراق أنهكته الصراعات الأهلية و دمرته المؤامرات الخارجية. من جهتها صنعت فرقة المقام العراقية بقيادة الفنان محمد زكي درويش الحدث، حيث رحلت بجمهور قاعة العروض الكبرى إلى أجواء السمر البغدادية ، على بساط مقامات نسجت خيوطه من أوتار آلة السنطور البابلية، لتشتعل الأجواء طربا من خلال أداء شعبي لرقصة الدبكة التراثية قدمها أعضاء من الوفد الرسمي العراقي. ويتضمن برنامج الأسبوع الذي سيتواصل حتى ال28 من الشهر الجاري، معارض للصور الفوتوغرافية وأخرى للنحت والخط والأشغال اليدوية والتراثية كما سيتم تنظيم حفلات فنية وقراءات شعرية وعرض للأزياء. الفعاليات الثقافية ستعرف كذلك تنظيم عروض سينمائية عن تاريخ دولة العراق، والحضارات التي تعاقبت عليها وأفلام وثائقية تظهر العلاقات التاريخية بين المقاومة العراقية والثورة التحريرية الجزائرية، وتبرز نقاط التلاقي بين البلدين.