إسرائيل تعارض دعوات الغرب لعدم قمع مظاهرات مصر أعرب مسؤولون سياسيون وأمنيون إسرائيليون عن استغرابهم لدعوات الإدارة الأمريكية ودول أوروبية للنظام المصري بعدم قمع المظاهرات وعبروا عن معارضتهم لها، معتبرين أن هذه الانتفاضة الشعبية من شأنها أن توصل الأخوان المسلمين إلى الحكم، ما سيضطر الجيش الإسرائيلي في حال سقوط النظام إلى إعادة تنظيم نفسه. وبهذا الصدد قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق هارون زئيفي فركاش للإذاعة العامة الإسرائيلية أمس أنه لا يفهم تصرف الولاياتالمتحدة ودول أوروبا ومطالبتهم بالديمقراطية في مصر، مضيفا بالقول "أستغرب كيف أن الدول الغربية لا تعي التوتر بين السنة الذين يريدون حل المشاكل بالمفاوضات، مثل نظام الرئيس المصري حسني مبارك، والشيعة الذين يريدون حل المشاكل بالمقاومة المسلحة. وبالنسبة لفركاش فأنه ما زال من السابق لأوانه التحدث عن انقلاب في مصر معتبرا أن احتمالات نجاح الجيش المصري بإعادة الهدوء كبيرة جدا. من جهته قال أمس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه أبلغ حكومته بأن إسرائيل تراقب الأحداث في مصر بيقظة وذلك في اول تعليق رسمي إسرائيلي على الإضرابات في مصر وقال "نتابع بيقظة الأحداث في مصر وفي المنطقة... ويتعين علينا في هذا الوقت أن نظهر المسؤولية وضبط النفس" مضيفا انه يأمل ان تستمر العلاقات السلمية مع مصر. وفي سياق متصل ذكرت صحيفة "هآرتس" أن الشكوك الإسرائيلية حيال سياسة الإدارة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط التي بدأت بخطاب الرئيس باراك أوباما قبل عام ونصف العام في جامعة القاهرة، استبدلت الآن بالذهول على ضوء الرسائل المتلعثمة الصادرة من واشنطن خلال اليومين الماضيين، مضيفة أن التخوف الإسرائيلي هو أن الأخوان المسلمين سيكونون أول من سيستغل الانتفاضة الشعبية في مصر ويستولي على الحكم. ولفتت إلى أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية لم تتوقع أبدا حدوث انتفاضة شعبية في مصر وحتى أن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أفيف كوهافي" قال أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الأسبوع الماضي أن النظام المصري مستقر. كما لفتت إلى أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية التي توقعت حدوث انقلابات في دول عربية خلال العام 2011 الحالي، لم تتوقع أبدا حدوث انتفاضة شعبية. وقالت الصحيفة أنه في حال إسقاط نظام مبارك فإنه سيتعين على الجيش الإسرائيلي إعادة تنظيم نفسه، لأنه منذ ثلاثين عاما لم يستعد "لاحتمال مواجهة تهديد مصري" إضافة إلى أن "السلام مع القاهرة خلال العقود الأخيرة جعل الجيش الإسرائيلي يخفض من عدد قواته بصورة تدريجية وخفض سن الإعفاء من الخدمة العسكرية الاحتياطية وتحويل موارد كبيرة إلى أهداف اقتصادية واجتماعية". وأضافت الصحيفة أن التدريبات والمناورات التي يجريها الجيش الإسرائيلي منذ انتهاء حرب لبنان الثانية ركزت حتى الآن على محاربة حزب الله وحماس وحاكت هذه التدريبات في أقصى حد احتمال حرب مع سورية "لكن لا أحد، مثلا، تخيل احتمال دخول فيلق عسكري مصري إلى سيناء". من جهة أخرى أشارت “هآرتس” إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك ورئيس أركان الجيش غابي أشكنازي عقدا سلسلة مداولات أمنية على ضوء الوضع في مصر، تحدثت ذات الصحيفة على أن التقديرات الإسرائيلية ترى أن نظام مبارك ليس زائلا بالضرورة، لكن في جميع الأحوال فإن الوضع في مصر لن يعود إلى سابق عهده، فيما نقلت عن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى الذين أجرو اتصالات مع نظرائهم المصريين، وبينهم الوزير السابق وعضو الكنيست عن حزب العمل بنيامين بن اليعزر، قولهم إن الانطباع الذي لديهم بعد هذه الاتصالات هي أن الجيش المصري صعد بشكل كبير من ضلوعه في الأحداث وأن قادة الجيش أملوا على مبارك خطواته الأخيرة بشأن تعيين وزير المخابرات نائبا له وتعيين رئيس حكومة جديد. وقدر المسؤولون الإسرائيليون بحسب ذات المصدر - أن الجيش المصري يسعى إلى تنظيم عملية تنحي مبارك عن الحكم لكن في حال اشتداد الضغط الشعبي فإن الجنرالات سيضطرون إلى تنحية مبارك مبكرا.