أحدثت الثورة التي تشهدها مصر ضد نظام الرئيس حسني مبارك، حالة طوارئ وذعر داخل الأوساط السياسية والأمنية في الكيان الصهيوني. فعلى الرغم من محاولة إبداء السياسيين الإسرائيليين ثقتهم في تمكن نظام مبارك من قمع الشعب المصري إلا أن هيئة أركان الجيش الصهيوني عبرت عن تخوفها من حصول تغيير جوهري داخل النظام في مصر حيث صرح مصدر أمني إسرائيلي لصحيفة ''يديعوت أحرنوت'' أن حصول تغيير جوهري في النظام بمصر من الممكن أن يؤدي إلى انقلاب في نظرية الأمن الإسرائيلية من منطلق أن اتفاق السلام مع مصر يشكل ذخرا إستراتيجيا مهما لإسرائيل بحيث إنه أتاح للجيش التركيز على جبهات أخرى. وقال المتحدث إن الجيش سوف يضطر إلى تخصيص موارد كبيرة جدا في حال حصل تغيير في النظام المصري، وتتخوف إسرائيل، حسب ما أوردته الجريدة، مما قد يحصل على الحدود بين مصر وقطاع غزة في حال سقوط النظام المصري إذ سيكون لها أبعاد سلبية على أمن إسرائيل. ويرى مسؤولون أمنيون إسرائيليون أنه في حال حصول تغيّر في مصر فإن قواعد اللعبة سوف تنقلب بالمنطقة رأسا على عقب، كما يبرز تخوف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من الجيش المصري فهي ترى أن هذا الجيش متطور ولديه آلاف الدبابات ومئات الطائرات القتالية وعشرات السفن الحربية ووسائل قتالية أخرى، وتخوفت من وجود جهات وصفتها بالمتطرفة داخل هذا الجيش يمكن أن تضع إسرائيل في موقف آخر تماما. وحسب الأجهزة الأمنية الإسرائيلية فإن اتفاقية السلام مع مصر يوجد أفضليات أمنية كثيرة بالنسبة لإسرائيل، وأن أي تغيير هو دافع للقلق، وأضافت أنه يجب دراسة الأوضاع جيدا ومتابعة الأحداث في مصر حتى لا تخرج من مصر إلى الأردن وإلى الأراضي الفلسطينية. وفي الوقت الذي يعبر فيه المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون عن تخوفهم من سقوط نظام مبارك، فإن السياسيين في تل أبيب يعتقدون أن النظام المصري سوف يتغلب على المظاهرات، إذ صرح مسؤول وزاري إسرائيلي أن الرئيس حسني مبارك سيظل على رأس السلطة. وجاءت أقوال الوزير هذه قبل التصعيد الذي حصل في ''غضب الجمعة''، وقبل صدور تعليمات من قبل رئيس الحكومة الإسرائيلية بعدم التحدث إطلاقا عما يحصل في مصر ونقل عن الوزير قوله إنه ''يجب النظر إلى المستقبل.. ورغم أنه من المريح التعامل مع حاكم قوي في القاهرة ومع ملك في عمان، إلا أنه من الأفضل العيش بجوار ديمقراطيات، لأن الديمقراطيات لا تبادر إلى الحرب'' وبحسبه فإنه ''ليس من المؤكد أنه حان الوقت لدمقرطة العالم العربي''. ونقلا عن صحيفة ''المصريون''، فإن وزير صناعة وتجارة الكيان الإسرائيلي السابق بنيامين بن إليعازر، الذي يعتبر في الكيان الإسرائيلي السياسي الأكثر قربا من الرئيس مبارك، أنه قال إنه يستبعد أن تؤدي الاحتجاجات الواسعة والمظاهرات التي شهدتها مصر إلى إسقاط النظام المصري. وقال بن إليعازر لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه ''لا توجد شخصيات قادرة على قيادة موجة احتجاج لقلب النظام، فهذا ليس فقط نظام الرجل الواحد وإنما هو مدعوم بكل الجيش وأجهزة الاستخبارات والأجهزة الأمنية السرية''.