ميهوبي : نحن أمة صنعنا التاريخ ولكن لا نجيد كتابته أكد عزالدين ميهوبي وزير الثقافة أنه لا يمكن تجزئة التاريخ الجزائري، معتبرا أن التاريخ الوطني حافل بالمحطات التي تتطلب من الجزائريين الاعتزاز بها. و صرح الوزير لدى اشرافه على الافتتاح الرسمي للملتقى الدولي لأبليوس المادوري أمس السبت بقاعة المحاضرات ميلود طاهري بولاية سوق أهراس، بأن الذاكرة الوطنية حافلة بالمحطات التاريخية، لكن السلبية التي مازلنا نعاني منها على حد تعبيره، هي «أننا أمة صنعنا التاريخ لكننا لا نجيد كتابته فنحن نملك الكثير من التاريخ وقليل من الذاكرة في ظل استمرار عدم التوثيق». وأضاف أن بعض الأمم بالرغم من أن تاريخها قليل، إلا أنها صنعت منه ذاكرة كبيرة، باللجوء إلى الفن السابع وخشبة المسرح، داعيا في ذات السياق، إلى ضرورة الاهتمام بالبرامج المدرسية، وإعطاء حيز كبير في البرامج للتاريخ الوطني، من أجل غرس روح الانتماء لدى الأجيال الصاعدة، و قال في هذا الخصوص «نحن بحاجة إلى التاريخ الجزائري في الجامعات لتدوين ذاكرة خالية من أي تشكيك»، وأن وزارة الثقافة ستكون أولى أولوياتها المساهمة في إبراز تاريخ الجزائر ودور رجالاتها وإعلامها على مدى الأزمنة من خلال الملتقيات والإنتاج السنمائي، داعيا الأجيال إلى ضرورة قراءة التاريخ، معبرا عن امتنانه الكبير للمبادرة التي قامت بها المحافظة السامية الأمازيغية لتنظيم هذا الملتقى، الذي يتناول أحدى الشخصيات الفذة التي فرضت نفسها في الأدب العالمي من خلال عملها المشهور الحمار الذهبي. وأكد ميهوبي أن هذا الرجل( أبوليوس المادوري) لم يأخذ حقه وحان الوقت لإعادة الاعتبار له. و أعلن رسميا على موافقته لتنظيم ملتقين دوليين آخرين بسوق أهراس الأول حول شخصية سانت اوغستين والثاني حول العالم شيهاب الدين التيفاشي، وهما من أبناء المنطقة. كما أكد أن وزارة الثقافة مستعدة لإقامة شراكة دائمة مع المحافظة السامية للأمازيغية للحفاظ على الهوية الوطنية. وعلى هامش زيارته إلى الولاية تفقد وزير القطاع العديد من المشاريع لاسيما دار الثقافة ومشروع لأنجاز مدرسة للموسيقى، و مسرح للهواء الطلق. جدير بالاشارة، أن الملتقى الدولي حول أبوليوس المادوري، عرف حضور الوزير السابق للداخلية يزيد زرهوني. كما عرف مشاركة العديد من المختصين والأساتدة القادمين مختلف ولايات الوطن، ومشاركة لمحاضرين قادمين من تونس والمغرب وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة. وسيعكف المشاركون على مدى ثلاثة أيام على دراسة أعمال وآثار أبوليوس دو مادور.