أسقط الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني 54 عضوا في اللجنة المركزية الجديدة ممن انتخبوا في المحافظات الأصلية، وذلك قبل الإعلان عن الاختتام الرسمي لأشغال المؤتمر العاشر للحزب أول أمس بالقاعة البيضوية بالعاصمة، الشيء الذي خلف موجة من الغضب والاحتجاج لدى المعنيين الذين لم يفهموا سبب ذلك ما دفع إلى تدخل أعوان الأمن لتهدئة الوضع. تفاجأ 54 عضوا جديدا في اللجنة المركزية للآفلان المنبثقة عن المؤتمر الاخير بسقوط أسمائهم من القائمة خلال تلاوتها من طرف السعيد بدعيدة في اليوم الأخير من أشغال المؤتمر العاشر أول أمس، ولم يكن هؤلاء يعلمون بسقوط أو إسقاط أسماءهم إلا عندما لم يسمعوها وهم الذين انتخبوا في محافظاتهم خلال الصبيحة تحت إشراف أعضاء قياديين، ومباشرة بعد الانتهاء من تلاوة الاعضاء الجدد في اللجنة المركزية أعلن سعداني اختتام اشغال المؤتمر العاشر وطلب من المحظوظين الجدد الالتحاق بقاعة مجاورة لعقد أول اجتماع للجنة المركزية الجديدة. لكن الأعضاء الذين سقطوا لم يفهموا سبب عدم ذكر اسمائهم، وبعدها قاموا باحتجاج ما استدعى تدخل أعوان الامن لتفريقهم، وأكد مصدر مطلع مقرب من سعداني أن هذا الأخير أسقط فعلا 54 عضوا جديدا في اللجنة المركزية من المحافظات الأصلية ال54، و قد اسقط العضو الذي جاء في المرتبة الثانية عن كل محافظة وترك العضو الأول والمرأة، لأن القانون الأساسي الجديد منح ثلاثة مقاعد( رجلان وامرأة) في اللجنة المركزية للمحافظات الأصلية- أي المحافظات السابقة- ومنح مقعدين للمحافظات المستحدثة مؤخرا. وبعدها قام عمار سعداني بتعيين مستخلفيهم ضمن القائمة الوطنية، لأنه لم يتمكن من ترضية جميع إطارات الحزب الذين يفترض أن يعينوا ضمن القائمة الوطنية، وقد أدت الكواليس المتعلقة بالمعينين ضمن القائمة الوطنية إلى تأخير جلسة الاختتام إلى السادسة والنصف مساء. وتعد هذه المرة الأولى التي يعمد فيها أمين عام إلى تغيير اعضاء في اللجنة المركزية انتخبهم المندوبون، إذ من المتعارف عليه أن أي أمين عام عندما يريد وضع إسم ما في اللجنة المركزية يخصص له مكانا ضمن القائمة الوطنية، لكن أن يسقط من انتخبهم زملاؤهم المندوبون فتعد سابقة في تاريخ الآفلان. وبالعودة إلى قائمة اللجنة المركزية الجديدة نجد دخول عدد من الأعضاء من عائلة واحدة، مثل وجود العضو السابق بالمكتب السياسي السعيد بوحجة وابنه، أو اثنين من عائلة طليبة، و اثنين من عائلة بركات وثلاثة أعضاء من عائلة السعيد بدعيدة عن محافظة باتنة، وكذا وجود السفير عبد القادر حجار وشقيقه وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار. في سياق آخر تحدثت مصادر مطلعة عن احتمال تعيين أعضاء جدد في اللجنة المركزية مستقبلا من طرف عمار سعداني، إذ بقي 15 مقعدا شاغرا لحد الآن بما أن اللجنة المركزية تضم 504 اعضاء حسب القانون الاساسي الجديد، لكن القائمة المعلن عنها أول امس تضم 489 عضوا فقط كما صرح بذلك سعداني، ومن المحتمل إضافة أسماء معروفة من المعارضة أو أسماء وزراء وإطارات سامية في الدولة. أما قيادات المعارضة فقد عقدت من جهتها أمس، اجتماعا لها بالأبيار لم تتسرب أي معلومات عما دار فيه .