معرض "النوبة" يصور تطور الموسيقى العربية و يروي قصص أعلامها بين أروقة متسلسلة وفق نظام يرسم مسار تطور الموسيقى العربية، و من خلال صور نادرة ،و مقاطع مصورة ،و مخطوطات قديمة ،و آلات أصيلة، يقدم فضاء «النوبة» المقام بقصر الثقافة مالك حداد بقسنطينة انطلاقا من 11 جوان الجاري و على مدار خمسة أشهر كاملة،عرضا مفصلا عن تاريخ الموسيقى العربية و الأندلسية منذ نشأتها، كما يسلط الضوء على إنجازات أهم أعلامها منذ معلقات الجاهلية، إلى تاريخ كتابة أول سلم موسيقي عربي، خطته أنامل باحثين مستشرقين خلال مؤتمر القاهرة سنة 1932. المعرض الذي يتميز بنمط تصميم أروقته و هندسة ديكوراته، من تنظيم دائرة التراث بمحافظة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، و يعد مناسبة للتعريف بأصول الموسيقى العربية وقصائدها وأغراضها الفنية ومقاماتها وطبوعها، من خلال برنامج ثري سطر لهذا لغرض، سيشمل برمجة خمسة لقاءات علمية متخصصة على مدار خمسة أشهر، بمشاركة باحثين في الموسيقى و مهتمين بالتراث، من الجزائر و دول عربية و أوروبية على غرار إسبانيا ، تونس ، مصر العراق ، و غيرها، ستناقش تاريخ الموسيقى العربية و مراحل تطورها. و يخدم المعرض ،حسب منظميه، أبعادا تربوية ترفيهية و تعليمة، أهمها إثراء ثقافة الراغبين في اكتشاف أصول الموسيقى العربية، على اعتبار أنها فن استطاع أن يتطور ليصبح علما ،و تخصصا قائما بذاته، بالرغم من كونه ظل متوارثا شفويا دون أي تدوين على السلم لعقود من الزمن. برنامج الحدث ، سيعرف بالإضافة إلى المحاضرات و الندوات و العروض المصورة، تنظيم خمس حفلات فنية من تنشيط المدارس الموسيقية الأندلسية بقسنطينة و الجزائر، يتخللها تكريم لكبار مشايخ المالوف القسنطيني، على غرار الشيخ بسطانجي أحمد، قدور درسوني، حمو الفرقاني ،محمد الطاهر الفرقاني، بن طوبال علاوة ، و بن طوبال عبد المومن و علي خوجة حسونة، و غيرهم من عرابي هذا الفن الأصيل، كما سيتم بالموازاة مع ذلك، عرض عدد من آلاتهم الموسيقية الأصيلة ، و ألبوم لصور نادرة لهم ، ستتوسط بهو المعرض، جنبا إلى جنب رفقة مخطوطات موسيقية قديمة، إضافة إلى معرض للدمى يحاكي جلسة طربية لمشايخ موسيقى المالوف بقسنطينة، كانت تعرف بعقدة « الحشاشين». جديد هذه السنة بالنسبة لمعرض النوبة الذي يعد ثاني حدث من هذا النوع تحتضنه قسنطينة بعد معرض 2011، هو تخصيص فضاء للأطفال مجهز بألعاب إلكترونية لاختبار ثقافتهم الموسيقية ، كما تم الاعتماد بشكل كبير على التكنولوجيا الحديثة بشكل بارز، حيث سيكون الزائر لأروقته ذات التسلسل الدائري، موجها عن طريق سماعات تنقل توجيهات و شروحات مفصلة يقدمها دليل متخصص، كما ستسمح له بالاستماع و الاستمتاع بقطع موسيقية عذبة متنوعة ، إضافة إلى مشاهدة فيديوهات مصورة بتقنية عالية الجودة لدى دخوله لبعض الأروقة التي تحكي قصصا عن مسار تطور فن الغناء العربي، و بعض آلاته الموسيقية كالعود، كما تقدم رحلة في عوالم إيقونات الموسيقى العربية على اختلاف حواضرها ، كفيروز ، وديع الصافي، الحاج محمد الطاهر الفرقاني ، وردة، و رائد المقام العراقي منير بشير.