تعكف محافظة المهرجان الوطني للمالوف بقسنطينة، على التحضير للطبعة السابعة لهذه التظاهرة المزمع انطلاقها في 17 جويلية الجاري، وتتواصل إلى غاية ال25 منه بقصر الثقافة «مالك حداد»، بعد أن أصبحت تقليدا بمدينة الصخر العتيق، لتضرب بذلك موعدا هاما لعشّاق الطرب الأصيل الذين سيكونون على موعد مع أكبر حدث فني ثقافي تحتضنه عاصمة الشرق قريبا. تهدف التظاهرة التي اختير لها شعار «أصالة... وتواصل» إلى اكتشاف المواهب الجديدة، مع جمع وتدوين التراث الموسيقي للمالوف، إلى جانب توزيع ونشر المنتوج الموسيقي لهذا الفن العريق وخلق روح المنافسة الرامية إلى إثراء التراث الموسيقى الوطنية، مع إبداع وتشجيع البحث في ميدان الموسيقى الأندلسية -المالوف- وكذا الحفاظ على هذا التراث الموسيقي الأندلسي، فضلا عن التنافس من أجل المشاركة في المهرجان الثقافي الدولي للموسيقي الأندلسية والمالوف. وتنظّم على هامش المهرجان الوطني للمالوف -حسب القائمين عليه- ندوات فكرية ومعارض متخصّصة في هذا الميدان، إلى جانب تنظيم مسابقة لاختيار أحسن ثلاث فرق موسيقية تؤدي طابع المالوف، وقد رصدت محافظة المهرجان الوطني للمالوف لهذه المسابقة جوائز مالية، إضافة إلى مشاركة الفرق الفائزة بالمراتب الأولى في فعاليات المهرجان الدولي للمالوف بقسنطينة. ومن المرتقب أن يتم تكريم عمالقة الموسيقى الأندلسية للمالوف، على غرار الشيخ صادق البجاوي، معمر بن راشي، محمود خرواطي، أحسن رحماني، عبد الكريم بسطانجي، حمو ودرسوني فرقاني، العربي بن بجاوي، العيد فنيخ، محمد بشير بن عمارة، عبد المؤمن بن طوبال وغيرهم. كما سيشهد الموعد الفني فتح نقاش حول واقع هذا النوع من الموسيقى الموروثة عن القرون السابقة، حيث ستقدّم خمس محاضرات متبوعة بنقاش عام في الفترة الممتدة من يوم الخميس 18 إلى الاثنين 22 جويلية الجاري، إذ تتطرّق المداخلة الأولى للأستاذ حسين بكو إلى موضوع «المدرسة الموسيقية القسنطينية والأداء الأصيل للتراث»، متبوعة بمحاضرات تتمحور حول مواضيع «الموشّحات الأندلسية والجدل حول مواضيع الأصول العربية الإسبانية» للدكتور عبد الله حمادي، «الإيقاع في النوبة التلمسانية والتقارب مع المدارس الأخرى» للدكتور محمد صالح بوكلي، «النوبة الغرناطية» للأستاذ إسماعيل هني، و«زجل المالوف» للأستاذ عبد القادر بن دعماش. وبرمج المنظّمون أيضا دورة تكوينية موجّهة للمترشّحين، يشرف عليها فنانون محترفون تدور مواضيعها حول استخدام الآلات الموسيقية التقليدية على غرار العود، الموندولين، الكمان وغيرها من الآلات الموسيقية الأخرى.