العاصميون يحدثون اختناقا مروريا وطوابير طويلة بمدينة بوفاريك من أجل الزلابية تشهد مدينة بوفاريك نهاية كل أسبوع حالة اختناق مروري كبير، بسبب توافد العاصميين عليها لاقتناء زلابية بوفاريك التي لها تاريخها العريق بهذه المدينة، ورغم حرارة الطقس إلا أن العديد من سكان العاصمة يقطعون ما يقارب 100 كيلومتر ذهابا وإيابا نحو بوفاريك، من أجل اقتناء كيلوغرام زلابية ب200 دينار، و في الأخير قد لا يتم تناولها في ظل ارتفاع درجة الحرارة أين يكون تهافت الصائمين أثناء مائدة الإفطار على السوائل خاصة المشروبات والفواكه. كل ذلك لم يمنع عشاق الزلابية الذين لم يتخلفوا عنها ويقطعون مسافات طويلة وسط ازدحام مروري كبير في مداخل مدينة بوفاريك، من أجل الظفر بكمية من الزلابية قد تكون وجهتها في الأخير نحو المزابل. و تشهد عدد من المحلات بوسط المدينة طوابير عديدة وفوضى عارمة أين يصطف أمامها عشرات المواطنين وينتظرون دورهم، لما يقارب نصف ساعة أو أكثر، من أجل الظفر بكيلوغرام زلابية، ويزداد الإقبال بشكل كبير على مدينة بوفاريك في نهاية الأسبوع يومي الجمعة والسبت، أين تكثر حركة السيارات وتشهد المدينة اختناقا مروريا كبيرا، حيث يبدأ ازدحام السيارات من مداخل المدينة الجنوبية والشمالية، و يستغرق عشاق الزلابية ما يقارب الساعة أو أكثر، للوصول إلى المحلات والحصول على الكمية المطلوبة. و رغم تجنيد مصالح أمن دائرة بوفاريك لعشرات عناصر الشرطة، لتنظيم عملية السير ووقوف السيارات، خاصة أمام محلات بيع الزلابية وفي مداخل المدينة، وفي مفترقات الطرق، إلا أن الازدحام على أشده في نهاية الأسبوع، بسبب التوافد الكبير للمواطنين، خاصة العاصميين في الساعات القليلة الأخيرة التي تسبق موعد الإفطار. وأمام هذا المشهد أصبح العديد من مستعملي الطريق نحو مناطق أخرى محاذية لمدينة بوفاريك، يتفادون العبور في طرقات وسط المدينة، وذلك هروبا من زحمة السيارات ويفضلون الطرق الفرعية بمحيط المدينة، خاصة في الفترات المسائية ليومي الجمعة والسبت، كما أن الانتشار الكبير لمحلات بيع الزلابية خلال شهر رمضان ببوفاريك التي يزيد عددها عن 30 محلا ، لم يقلل من الطوابير على بعض المحلات التي يكتظ أمامها عشرات المواطنين للحصول على الزلابية، خاصة أمام محل عائلة أكسيل التي تعد الأولى في صناعة زلابية بوفاريك، إلى جانب عدد محدود من المحلات الأخرى التي لا يزيد عددها عن الخمسة منتشرة بوسط المدينة وبمخارجها . تعدد صانعي زلابية بوفاريك أفقدها نكتها.لم تبق لزلابية بوفاريك نفس المذاق و النكهة التي كانت عليها في عقود سابقة، حيث كانت الزلابية رمزا للمدينة يتوافد عليها المواطنون من كل ولايات الوطن، وكانت تسوق حتى إلى فرنسا، لكن اليوم ومع تعدد صانعيها أصبحت زلابية بوفاريك لا يختلف طعمها عن تلك التي تصنع في مناطق أخرى، حيث فقدت نكهتها وذوقها الخاص الذي صنعته لها عائلة أكسيل التي تعد أول عائلة بمدينة بوفاريك صنعت الزلابية. هذه العائلة اكتسب هذه الأخيرة شهرتها ورواجها بسجن سركاجي بالعاصمة ،حين كانت تقدم للسجناء و المعتقلين لدى المستعمر الفرنسي، ويذكر أحد سكان منطقة بوفاريك بأن السجناء كانوا يلحون على عائلاتهم لإحضار زلابية بوفاريك لهم ،خاصة في رمضان، ومن هنا انطلقت شهرتها، كما كانت تنقل للمجاهدين في الجبال.وقد توارثت عائلة أكسيل أبا عن جد الزلابية التي يعود تاريخها إلى بداية القرن العشرين، و رغم توارث هذه الحرفة بين أفراد العائلة المذكورة إلا أن المقلدين لها و صناعها الجدد تعددوا اليوم لكنهم لا يملكون الطريقة السحرية التي تعتمد عليها عائلة أكسيل في تحضيرها.هذه العائلة ترفض تقديم سر تحضيرها للآخرين، حتى لا يستفيد منها المقلدون لصناعة الزلابية، لكن و رغم ذلك ،إلا أن بعض الذين احترفوا هذه الحرفة حديثا، وجدت محلاتهم إقبالا كبيرا من طرف الزبائن، واستفادوا من عراقة مدينة بوفاريك في صناعة الزلابية. مثلما هو عليه الحال مع أحد أصحاب المحلات لصناعة الزلابية الذي فتح في السنوات الأخيرة بالمخرج الشمالي للمدينة، بالقرب من الطريق السريع، أين تصطف أمامه عشرات السيارات لينتظر أصحابها في طوابير طويلة دورهم للحصول على كمية من الزلابية .